الجواب
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
عمليات تقويم الأسنان لا
يجوز القيام بها إلا إذا كان هناك ضرر بالغ أو صعوبة في الأكل أو النطق او لكلام
ونحو ذلك ، أما العبث في الخلقة والتغيير فيها بغير ضرورة ولكن بقصد الحسن والزينة
فهذا غير جائز ، لأنه من تغيير خلق الله
المنهي عنه ، قال تعالى : " وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَام وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ
دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا " [النساء: 119] ، كما أن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، لعن من تطلب الحسن والجمال بتغيير خلق الله ، روى
البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : " لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ
وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ،
الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ ، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ " .
جاء في "فتح الباري"
لابن حجر رحمه الله (10/ 377) :
[ عن الطبري أنه قال: لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها
الله عليها بزيادة أو نقصٍ؛ للتماس الحُسْن لا للزوج ولا لغيره، ويستثنى من ذلك ما
يحصل به الضرر والأذيّة، كمَنْ يكون لها سنّ زائدة، أو طويلة تُعيقها في الأكل، أو
إصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك.] اهـ.
وأما إذا كان في الأسنان
تشويه لا يتمكن معه الإنسان من الأكل أو الكلام أو بها إعوجاج مؤلم وتحتاج لإصلاح
فلا بأس بهذا التقويم والإصلاح ، لأنه هنا من باب التداوي والعلاج المشروع وليس من
باب الزينة ولا تغيير خلق الله المنهي عنه ، ويجب أن تكون الضرورة ملحة أشار بها
الطبيب لوجود ضرر أو أذى .
لمزيد من الفائدة يمكن
الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى قضايا معاصرة رقم : 18 ، 22 ، 76 ] .
والله تعالى أعلم .
|