فتاوى عامة رقم : 9401

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابنتي الصغيرة لديها تأخر في الكلام وغير طبيعية أحيانا في تصرفاتها ولما بلغت عشر سنوات أمرتها بالصلاة فأحيانا تصلي وأحيانا ترفض فماذا أفعل وقد بلغت عشر سنوات وقدراتها في التعليم ضعيفة نتيجة مرضها في تأخر الكلام ولا تريد الصلاة إلا وهي معي وأحيانا أكون مشغولة فأخبرها تصلي وحدها فتقول لا أريد أن أصلي فهل أتركها هكذا أم ماذا أفعل ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 23 / 12 / 2021

رقم الفتوى : 9401

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  ابنتك لها ظروف صحية خاصة وتحتاج منك إلى الصبر عليها والرفق بها والرحمة عليها ، والحديث الذي ورد في شأن ضرب الأطفال على فريضة الصلاة أكد على أن تكليف الصبي يبدأ بالأمر والنصح إذا بلغ سبع سنين ولا يؤمر قبل هذا ، وإذا بلغ عشر سنين ولم يصل فإنه يضرب على تركها ، والضرب وحده وسيلة من وسائل التربية بل هو أحدها ولكن في حالات معينة وبطريقة واعية كالضرب بطرف الثوب أو السواك وكأنه كناية عن الغضب وعدم الرضا ، ولكن الضرب كما يقولون : آخر الدواء الكي ، وذلك إذا لم تفلح الطرق الأخرى في التربية كالنصيحة والتشجيع والمدح والثناء والترغيب والترهيب وغير ذلك . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع " رواه أبو داود.
  فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بضربهم لترك الصلاة ، وفي هذا الضرب تأديب لهم ، ولكن أهل العلم يقولون : إن ضرب التأديب مقيد بوصف السلامة ، ومحله في الضرب المعتاد كماً وكيفاً ومحلاً . أي أن يكون ضربا غير مبرح ، ويتقي الوجه ومواضع العورة ، وألا يزيد عن ثلاث ضربات متواليات ، وأن يباعد بين فترة الضرب والأخرى إذا لم يستجب ، مع التأكيد على أنه ضرب تأديب لا ضرب عقاب .

       
  ولكني أنصح أن يكون دعوتك لها إلى الصلاة بالترغيب والتشجيع والمكافأة والمصاحبة ، مع العلم أن الرفق واللين مع الأولاد قد يكون أبلغ وأسرع في حصول المقصود ، فإذا فشلت هذه الوسائل ، فلا حرج من إشعار الولد بالغضب بسبب معصيته ، ويكون بمقدار الملح للطعام وإلا أفسد أكثر مما يصلح ، وإذا كانت البنت لا تقوم إلى الصلاة إلا في صحبتك فلا حرج أن تلازميها عندما يأتي وقت الصلاة حتى تعتاد عليها ويزداد وعيها مع الزمن فتؤدي الصلاة في مواعيدها من تلقاء نفسها ، والأمر مع الأولاد عموما خاصة فيما يتعلق بالصلاة يحتاج إلى الصبر الجميل ، لأن الصلاة عبادة تتكرر كل يوم خمس مرات ، ولهذا جاءت الوصية في القرآن الكريم بالصبر على الأهل في شأن إقامة الصلاة خاصة ، قال الله تعالى : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى  " [طه: 132] .

   لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هاتين الفتويين بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 218 ، 1390 ] .

  والله تعالى أعلم .