فتاوى نسائية رقم : 4897

السؤال : السلام عليكم يا شيخ، أسأل حضرتك سؤال كنت في فترة نفاس وظننت أنني طهرت لأنه بعد أربعين يوم نزل إفرازات شفافة فاغتسلت وبدأت أصلي وبعدها بدأ ينزل إفرازات صفراء وإنني مستمرة في الصلاة فهل هذه الإفرازات تكملة للنفاس وأترك الصلاة وأعيد الاغتسال حتى تنتهي أم لا أرجو التوضيح لأنه في حالة الدورة الشهرية أيضا يحصل لي هكذا ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 1 / 2 / 2022

رقم الفتوى : 4897

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  أقصى مدة لدم النفاس هي أربعون يوما ، وأقل مدة له هي لحظة ، والدم الذي ينزل من المرأة بسبب الولادة فإنها تصبح بسببه نفساء ، ولا تزال كذلك حتى ترى الطهر أو تتم أربعين يوماً ، فإذا انقطع دم النفاس قبل الأربعين فقد طهرت ويلزمها أن تغتسل وتصلي ، روى أبو داود والترمذي عن أمِّ سلمةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت : " كانت النُّفَساءُ تجلِسُ على عهدِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أربعينَ يومًا وأربعينَ ليلةً " قال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (139) : حسن صحيح .

  قال أبو عيسى الترمذيُّ رحمه الله في "سنن الترمذي" (1/258) :

[ أجمع أهلُ العلم من أصحاب النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن بعدَهم على أنَّ النُّفَساءَ تدَع الصَّلاةَ أربعين يومًا، إلَّا أن ترى الطُّهرَ قبل ذلك فتغتسِل وتصلِّي. ] اهـ.

   قال النوويُّ رحمه الله في "المجموع" (2/524) :

[ ذهب أكثرُ العلماءِ مِن الصَّحابة والتَّابعين ومَن بَعدَهم إلى أنَّ أكثرَه أربعونَ، كذا حكاه عن الأكثرينَ: الترمذيُّ، والخطابيُّ، وغيرهما. ] اهـ.

  وقال ابن عبد البر رحمه الله في "الاستذكار" (1/ 354) :

[ قال أكثرُ أهل العلم: أقصى مدَّة النِّفاس أربعون يومًا، ورُوي ذلك عن عمر بن الخطَّاب، وعبد الله بن عبَّاس، وعثمان بن أبي العاصي، وأنس بن مالك، وعائذ بن عَمرٍو المزنيِّ، وأمِّ سلمة زوج النبيِّ عليه السَّلام، وهؤلاء كلُّهم صحابةٌ لا مخالفَ لهم فيه، وبه قال سفيان الثوريُّ، والليث بن سعد، وأبو حنيفة وأصحابه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو عُبَيد القاسم بن سلَّام، وداود. ] اهـ.

  وقال أيضًا رحمه الله في "الاستذكار" (1/355) :

[ ليس في مسألةِ أكثرِ النِّفاسِ مَوضِعٌ للاتِّباعِ والتقليدِ، إلَّا مَن قال بالأربعين؛ فإنَّهم أصحابُ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا مخالِفَ لهم منهم، وسائِرُ الأقوال جاءت عن غَيرِهم، ولا يجوز عندنا الخلافُ عليهم بِغَيرِهم؛ لأنَّ إجماعَ الصحابة حُجَّةٌ على مَن بَعدَهم، والنَّفسُ تسكُن إليهم، فأين المَهرَبُ عنهم دون سُنَّةٍ ولا أصلٍ؟! ] اهـ.

    فإذا استمر الدم بعد الأربعين يوما - وهي أقصى مدة النفاس - فإنها تصبح مستحاضة ، والمستحاضة يلزمها الصلاة والصيام ولزوجها أن يعاشرها ، والمستحاضة تشد على موضع الدم وتتوضأ لكل صلاة .

  وقبل أن تري الطهر فهذا الوقت كله نفاس وإن كان في بعض الأيام عبارة عن إفرازات صفراء ، لأن الصفرة والكدرة ما دامت متصلة بالنفاس فهي منه ، فلا صلاة عليها في هذه المدة . وقد روى أبو داود في سننه عن أم عطية رضي الله عنها قالت : " كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً " صححه الألباني ، وأما إذا كانت الإفرازات أو الدم لا يزال ينزل بعد الأربعين فهي مستحاضة .

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى نسائية رقم : 166 ، 185 ، 642 ، 712 ، 3003 ، 4395 ، 4413 ، 4444 ، 4802 ] .

   والله تعالى أعلم .