السؤال : السلام عليكم ورحمة الله سمعت في فيديو حديث عن أشد شئ خلقه الله قال الجبال ... حتى قال في آخره وأشد من النوم هو الهم فما صحة هذا الحديث ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 11 / 11 / 2022   

رقم الفتوى : 2086

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  هذا الحديث ضعيف رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، فخلق الجبال فقال بها عليها فاستقرت ، فعجبت الملائكة من شدة الجبال. فقالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال ؟ قال : نعم الحديد. فقالوا : يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد ؟ قال : نعم النار. قالوا : يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار ؟ قال : نعم الماء. قالوا : يا رب فهل في خلقك شيء أشد من الماء ؟ قال : نعم الريح. قالوا : يا رب فهل في خلقك شيء أشد من الريح ؟ قال : نعم ، ابن آدم تصدق بصدقة بيمينه يخفيها من شماله " .

قال الحافظ الدمياطي رحمه الله في "المتجر الرابح" (110) : سنده سقيم .

وقال شعيب الأرنؤوط رحمه الله في "تخريج المسند" (12253) : ضعيف .

وقال الألباني رحمه الله في "ضعيف الترمذي" (3369) : ضعيف . وضعفه أيضا في "ضعيف الترغيب" (529) .

  ولكن حسنه اثنان من أئمة الحديث وهما ابن حجر العسقلاني وبدر الدين العيني .

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في "فتح الباري" (2/ 172) : إسناده حسن .

وقال بدر الدين العيني رحمه الله في "عمدة القاري" (5/ 264) : إسناده حسن .

  وأما الزيادات التي يضيفها بعض القصاص على هذه الرواية فهي كذب مختلق ليس له أي سند في كتب السنة المعتمدة .

  أما الأثر المروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معنى قريب من الحديث السابق فقد رواه الطبراني في الأوسط عن علي رضي الله عنه قال : " أشد خلق ربك عشرة الجبال والحديد ينحت الجبال والنار تأكل الحديد والماء تطفيء النار والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء والريح تقل السحاب والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته والسكر يغلب الإنسان والنوم يغلب السكر والهم يمنع النوم فأشد خلق ربك الهم " رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 276 - 277/ 901) ، قال عنه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 135) : رجاله ثقات .

  قال الشيخ عبد الرحمن السحيم تعليقا على هذا الأثر :

[ ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من غير طريق الحارث.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. اهـ.

وليس الأمر كما قال الهيثمي ، بل في إسناده " الحارث بن عبد الله الأعور " ، قال عنه ابن حجر في " التقريب" : كذبه الشعبي في رأيه ، ورمي بالرفض ، وفي حديثه ضعف. ] اهـ.

والله تعالى أعلم .