فتاوى عامة رقم : 9774

السؤال : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جاءتني رسالة من قريب فحواها أنهم بصدد ختم القرآن اليوم بتوزيع الأجزاء على أفراد العائلة بنية أن يكون الأجر لفلان المتوفى. ما حكم ذلك ؟ وإن لم يكن واردا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة أو التابعين فما هو البديل الذي يفعلونه لينفعوا به ميتهم وينفعوا أنفسهم ، وجزاكم الله خيرا ونفع بكم . 

البلد : مصر

التاريخ : 20 / 5 / 2022

رقم الفتوى : 9774

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .  

  الذي قرأ القرآن فله أجر التلاوة ، والذي يستمع إلى تلاوة القرآن فله أجر الاستماع ، وإذا اشترك أكثر من واحد في القراءة والاستماع معا كأن يقرأ واحد ويستمع إليه الباقون مثل قراءة الإمام في الصلاة فإن السامع هنا كالقارئ في حصول الأجر والثواب ، أما أن يقرأ كل واحد جزءا بينما يقرأ الآخرون كل واحد جزءا فإن هذه لا تُسمى ختمة للقرآن ، لأن الذي قرأ لنفسه إنما قرأ جزءا واحدا ولم يستمع إلى بقية أجزاء القرآن ، ولكن يجوز لكل واحد أن يقرأ ما تيسر له ويهب ثواب قراءته للمتوفى .

  والاجتماع على تلاوة القرآن من العبادات العظيمة التي جاءت السنة ترغب فيها ، ولهذا الاجتماع على التلاوة صور عدة منها : اجتماع القارئون في مكان واحد ، أو عبر شبكة التواصل الاجتماعي الإنترنت فيقرأ كل واحد منهم لنفسه ، أو يقرأ أحدهم ويستمع الآخرون ، أو يقرأ كل منهم جزء من القرآن أو ما تيسر له ثم يكمل الآخر وهكذا ، أي تدور النوبة على كل منهم بالقراءة ، فتحصل القراءة من القارئ ويشاركه الأخرون باستماع القراءة ، وكل هذا من التعاون على فعل الطاعات ، فضلاً عن أن كل من القراءة والسماع عبادة مستحبة دلت عليها السنة ورغبت فيها .    

  لهذا أرى أن تصحح لهم الفهم فقط لمسألة الختمة لا أن تمنعهم منها ، وتبين لهم أن كل قارئ يقرأ يهب ثواب قراءته للمتوفى ، والأمر هين لا يحتاج إلى خلاف لأن أصل القراءة وهبة الثواب مشروع ولكن فقط تصحيح الكيفية ، فإن قبلوا منك النصيحة فبها ونعمت ، وإن لم يقبلوها فلا تجادل فيها أحدا .

  وقد أجمع العلماء على وصول أجر الصدقة والدعاء إلى الميت ، واختلفوا في الصلاة والصيام والحج والعمرة وقراءة القرآن وقضاء الديون وغير ذلك من القربات ، فمذهب أبي حنيفة وأحمد وبعض الشافعية إلى أن ذلك يصل إلى الميت ، وذهب الشافعي ومالك في المشهور عنه إلى أن ذلك لا يصل وذلك لقول الله تعالى : " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى " [النجم 39] ، والراجح من أقوال العلماء هو أن ثواب قراءة القرآن يصل إلى الميت ، لأن الأدلة الواردة في انتفاع الميت بعمل الحي في باب العبادات تدل على انتفاع الميت بقراءة القرآن إذ لا فرق بين انتفاعه بالصوم والحج وانتفاعه بقراءة القرآن .

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 271 ، 276 ، 277 ، 3642 ، 7896 ، 7948 ، 8379 ، 8423 ، 9035 ، 9400 ، 9451 ] .

والله تعالى أعلم .