فتاوى عامة رقم : 9776

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور خالد في قوله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) هل المقصود أذكار الصباح والمساء وهل المعنى أفضلية ذلك بالنسبة للصباح فيتيسر ذلك في المسجد قبل الشروق فهل لأذكار المساء بعد صلاة العصر أم يفضل الحضور إلى المسجد قبل المغرب لأدائها أيضا هل إذا فات وقتها تؤدى لاحقا أو كقضاء مثلا ؟ 

البلد : مصر

التاريخ : 20 / 5 / 2022

رقم الفتوى : 9776

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

 معنى الآية : " يسبح له فيها بالغدو والآصال " [النور: 36] ، قال ابن كثير رحمه الله : [ عن ابن عباس : يعني بالغدو : صلاة الغداة ، ويعني بالآصال : صلاة العصر ، وهما أول ما افترض الله من الصلاة ، فأحب أن يذكرهما وأن يذكر بهما عباده. ] اهـ. صلاة الغداة : أي صلاة الصبح .

  والراجح من أقوال العلماء أن وقت أذكار الصباح هو قبل طلوع الشمس ويبدأ من بعد صلاة الفجر ، وإذا سها أو نسي أو انشغل فلا حرج أن يقرأها متى تذكرها إلى وقت صلاة الظهر ، وأما وقت أذكار المساء فهو قبل غروب الشمس ويبدأ من بعد صلاة العصر إلى وقت الغروب ، فإذا انشغل فلا حرج أن يأتي بها بعد الغروب إلى ما بعد صلاة العشاء ، ولا يُشترط أن تكون الأذكار في المسجد وإن كان ذلك أفضل لما ورد في الآية السابقة ، فالمسلم قد تكون لديه مشاغل أو على سفر أو يريد الذهاب إلى العمل فيستطيع أن يأتي بهذه الأذكار على أي حال كان عليه .

   قال ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب" (1 / 127) :  
[ ذكر طرفي النهار : وهما ما بين الصبح وطلوع الشمس وما بين العصر والغروب قال سبحانه وتعالى { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا } والأصيل : قال الجوهري هو الوقت بعد العصر إلى المغرب ...  وقال تعالى : { وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار } فالإبكار أول النهار والعشي آخره وقال تعالى : { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث : من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي أن المراد به قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر. ] اهـ. بحذف يسير .       

  وقد جاء في بعض الأحاديث صريحا ما يؤيد كلام ابن القيم وهو ما رواه النسائي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : ( سبحان الله ) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ؛ كان أفضل من مئة بدنة ، ومن قال : ( الحمد لله ) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ؛ كان أفضل من مئة فرس يحمل عليها في سبيل الله ، ومن قال : ( الله أكبر ) مئة مرة ، قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، كان أفضل من عتق مئة رقبة ، ومن قال : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) مئة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله ، إلا من قال مثل قوله ، أو زاد عليه " رواه النسائي في "السنن الكبرى" وفي "عمل اليوم والليلة" والطبراني وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (658)

   لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 904 ، 1085 ، 8506 ، 9355 ] .

والله تعالى أعلم .