فتاوى عامة رقم : 9777

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل تجوز العمرة عن حي لا يستطيع ماديا أو لظروف مرض أن يعتمر ؟ جزاكم الله خيرا الجزاء والحسني وزيادة شيخنا الفاضل .

البلد : مصر

التاريخ : 21 / 5 / 2022

رقم الفتوى : 9777

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .  

  يجوز الحج والعمرة نيابة عن شخص آخر حي بشرط أن يكون عاجزا عن القيام بنفسه بأداء الحج والعمرة ، وأما إذا كان قادرا فجمهور الفقهاء على عدم جواز الحج والعمرة نيابة عن القادر المستطيع ، فإذا كان أحد على قيد الحياة وهو عاجز عن أداء العمرة بنفسه بسبب مرض مزمن أو كبر السن ونحو ذلك من الأعذار فلا حرج أن يحج ويعتمر أحد عنه ، ويشترط فيمن يؤدي العمرة عن غيره أن يكون قد اعتمر عن نفسه أولاً ، كما يُشترط الحصول عل موافقة الشخص العاجز ورغبته في الاعتمار عنه ، سواء كان ذلك باللفظ أو الإيماء في حال عدم قدرته على التكلم .

  وأما إذا كان قادرا على أداء العمرة فلا يجوز أن يعتمر عنه أحد على قول جمهور الفقهاء ، وحكم العمرة هو حكم الحج في هذه المسألة ، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث المرأة الخثعمية : " أن امرأة من خثعم جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه، قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه ؟ قال: نعم، وذلك في حجة الوداع " ، وروى ابن ماجه عن أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر رضي الله عنه قال : " يا رسول الله إن أبي شيخ كبير، لا يستطيع الحج، ولا العمرة، ولا الظعن قال: حج عن أبيك، واعتمر " صححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (2366) .

  قال المواق رحمه الله في "التاج والإكليل" (2/ 3) :

[ قال سند: اتَّفَقَ أرباب المذاهب أنَّ الصَّحيحَ لا تجوز استنابَتُه في فَرْضِ الحجِّ. ] اهـ.

  وقال ابنُ المنذر رحمه الله في "الإجماع" (ص: 59) :

[ أجمعوا أنَّ مَن عليه حجَّةُ الإسلام، وهو قادِرٌ؛ لا يُجزئ إلَّا أن يحُجَّ بنَفْسِه، ولا يُجْزِئ أن يحُجَّ عنه غيرُه.] اهـ.  

  وقال ابن قُدامة رحمه الله في "المغني" (3/ 223) :

[ لا يجوزُ أن يستنيبَ مَن يقدِرُ على الحجِّ بنَفْسِه في الحجِّ الواجِبِ إجماعًا .] اهـ.

   وقال ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (4/ 70) :

[ اتَّفقَ من أجاز النيابةَ في الحجِّ على أنَّها لا تُجزئ في الفَرْضِ إلَّا عن موتٍ أو عَضبٍ، فلا يدخُلُ المريضُ؛ لأنَّه يُرجى بُرْؤُه، ولا المجنونُ؛ لأنَّه تُرجى إفاقَتُه، ولا المحبوسُ؛ لأنَّه يُرجى خلاصُه، ولا الفقيرُ؛ لأنَّه يُمكِن استغناؤُه، والله أعلم. ] اهـ.

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 298 ، 865 ، 8808 ، 9583 ، 9674 ] .

والله تعالى أعلم .