فتاوى نسائية رقم : 4962

السؤال : السلام عليكم بعد إذنك لدى سؤال زوجتى أفطرت شهر رمضان 2019 كامل بسبب الولادة ولم تعوض الشهر بسبب الرضاعة وأفطرت رمضان 2021 ستة أيام بسبب الدورة الشهرية ولم تعوض بسبب حصول حمل جديد وأفطرت رمضان 2022 لمدة 12 يوم ومازلت تفطر حتى الآن بسبب عمل عملية الزائدة الدودية ثم الدورة الشهرية فكيف يتم التعويض أو الكفارة ؟ شكرا .

البلد : مصر .

التاريخ : 28 / 4 / 2022

رقم الفتوى : 4962

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  المرأة الحامل والمرضع إذا تتابع عليها الحمل والرضاع ولم تتمكن من القضاء بعد رمضان فإن عليها الفطر والإطعام فقط عن كل يوم أفطرت فيه إطعام مسكين ، ولا قضاء عليها ولا كفارة بسبب تتابع الحمل والرضاع وتراكم أيام عديدة ، لأن تتابع الحمل والرضاع يأخذ سنوات إذا قلنا إن الحمل وحده تسعة أشهر والرضاع حولين كاملين ثم يأتي حمل آخر ومعه رضاع وهكذا فيشق على المرأة قضاء كل هذه الأيام الكثيرة ، والشريعة مبناها على الرفق والتيسير ورفع الحرج ، لهذا تتابع الحمل والرضاع يبيح للمرأة الفطر إذا خافت على نفسها أو ولدها وتفدي عن كل يوم فدية إطعام مسكين وليس عليها قضاء ، وهذا ما أفتى به ابن عباس رضي الله عنهما .

 أخرج أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) قال : كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة , وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا , والحبلى والمرضع إذا خافتا أفطرتا وأطعمتا " - قال أبو داود : يعنى على أولادهما. [ قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 4/17 : صحيح] .

  وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" إذا خافت الحامل على نفسها , والمرضع على ولدها فى رمضان قال : يفطران ويطعمان مكان كل يوم مسكينا ، ولا يقضيان صوما " . [قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 4/17 : وإسناده صحيح على شرط مسلم] .  

  قال أبو عيسى الترمذى رحمه الله : والعمل على هذا عند أهل العلم ، وقال بعض أهل العلم الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان وبه يقول سفيان ومالك والشافعي وأحمد ، وقال بعضهم تفطران وتطعمان ولا قضاء عليهما ، وإن شاءتا قضتا ولا إطعام عليهما وبه يقول إسحق .اهـ.

  وهذا يبين أن الحبلى إذا خشيت بسبب الحَبَل على نفسها فإن لها أن تفطر ، وأن المرضع إذا خشيت بسبب الإِرضاع على ولدها فإن لها أن تفطر ، وأما إن عدمت الخشيةُ من الحبلى والمرضع فلا يصح لهما الإفطار ، فالعام يُحمل دائماً على الخاص.

  واذا أفطرت فلها أن تقضى إن استطاعت ، وإذا لم تستطع القضاء فإن لها أن تفدى عن كل يوم فدية إطعام مسكين كالذين يطيقونه ، وكما جاء فى أثر ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : " لأم ولدٍ له حُبلى أو مُرضع : أنتِ من الذين لا يطيقون الصيام ، عليكِ الجزاء ، وليس عليكِ القضاء " رواه الدارقطنى . الجزاء : أي الفدية .

  وقد ذهب الحسن البصري وعطاء والضحاك وإبراهيم النخعي والأوزاعي وعكرمة وأصحاب الرأي وربيعة إلى أن الحامل إذا خافت على نفسها ، والمرضع إذا خافت على ولدها ، أن تفطرا ولا إطعام عليهما ، فهما بمنزلة المريض يفطر ويقضي ، وبه قال أبو عبيد وأبو ثور وابن المنذر .

  والراجح في هذه المسألة الذى دل عليه الدليل وهو قياس الحامل والمرضع إذا خافت على نفسها أو ولدها على المريض المزمن الذي لا يستطيع القضاء ، فإنها تفطر وتقضي عدة من أيام أخر ولا إطعام عليها وإن أطعمت مع القضاء فمستحب وذلك إذا كان الحمل مثلا مرة واحدة ، وأما إذا تتابع عليها الحمل والرضاع ولم تستطع القضاء فعليها الإطعام فقط ولا شئ عليها سوى ذلك .

  قال الإمام الشوكانى رحمه الله في " نيل الأوطار " (7 / 114) :

[ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ يُفْطِرَانِ وَيَقْضِيَانِ وَيُطْعِمَانِ ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ وَمَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ .

وَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُفْطِرَانِ وَيُطْعِمَانِ وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمَا ، وَإِنْ شَاءَتَا قَضَتَا وَلَا طَعَامَ عَلَيْهِمَا ، وَبِهِ يَقُولُ إِسْحَاقُ ، وَقَدْ قَالَ بِعَدَمِ وُجُوبِ الْكَفَّارَةِ مَعَ الْقَضَاءِ الْأَوْزَاعِيُّ وَالزُّهْرِيُّ وَالشَّافِعِيُّ فِي أَحَدِ أَقْوَالِهِ .] اهـ.

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى نسائية رقم : 140 ، 146 ، 267 ، 708 ، 1431 ، 1466 ، 1997 ، 4037 ، 4928 ، فتاوى قضايا معاصرة رقم : 5036 ]

   والله تعالى أعلم .