فتاوى نسائية رقم : 4964

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ الفاضل دكتور خالد عبد العليم . معنا بالمنزل والدة زوجتى مصابة بالزهيمر وزوجتى مشرفة على أنشطة اجتماعية وتخرج كثيرا مع انشعالها داخل البيت بمكالمات تخص الأنشطة أخبرتها تبقى بالمنزل رفضت فهل يجوز أطلب التوقف عن الأعمال الخيرية ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 28 / 4 / 2022

رقم الفتوى : 4964

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  ما تقوم به الزوجة من عمل صالح وجهد مشكور يجب أن يكون موافقا لما يحبه الله تعالى ويرضاه وليس فيه مخالفة لأمر شرعي وإلا انقلبت الطاعة إلى معصية دون أن يدري صاحبها ، لأنه باتفاق العلماء إذا تعارض الفرض مع النفل فإن الفرض مقدم على النفل بالإجماع ، وطاعة الزوج فرض واجب إلا في المعصية ، وأما تطوع الزوجة بعمل الخير فإنه من النوافل التي تقرب العبد إلى الله ولكن بشروط منها :

1- إذن الزوج وموافقته ، فلا يجوز لها أن تخرج من بيته إلا بإذنه .

2- ألا يتعارض ذلك مع واجبات الزوجة من خدمة زوجها وأولادها ورعاية أمها المريضة .

3- ألا يستوعب العمل التطوعي الوقت كله ، ولكن بالتنسيق والترتيب حتى تعطي كل ذي حق حقه ، وهذه وصية سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما والتي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم فصارت سنة ، حيث روى الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال لأبي الدرداء رضي الله عنه : " إنَّ لنَفْسِكَ عليكَ حقًّا، ولِرَبِّكَ عليكَ حقًّا، ولِضَيْفِكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لِأهلِكَ عليكَ حقًّا؛ فأَعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، فأَتَيَا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذكَرَا ذلكَ، فقال له: صَدَقَ سَلمانُ " صححه الألباني في "صحيح الترمذي" (1968) .

  لهذا فإنني أرى علاجا لهذه المشكلة التدرج في النصيحة كالتالي :

1- أولا تشجيع الزوجة على فعل الخير وتخبرها أنك لا تعارض أبدا ما تقوم به بل تفرح وتُسر بأنها مشغولة بخدمة الإسلام والمسلمين ، ولكن عليها ترتيب الأوقات ومراعاة الأولويات حتى لا تضيع واجبا من أجل نافلة ، لأننا نطيع الله كما يريد وليس كما نهوى ونحب ، كما في قوله تعالى : " فاستقم كما أُمرت " [هود: 112] وليس فاستقم كما رأيت .

2- تُظهر لها استعدادك لمساعدتها فيما تقوم به من نشاط عظيم واستعدادك أيضا للصبر على فراقها ولكن دون إهمال كامل لما أوجبه الله عليها ، فإن الله لم يكلف الزوجة بعمل الخير خارج البيت على حساب واجباتها داخل البيت ، لأنها راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها كما صح بذلك الحديث .

3- أولى الناس برعاية الإنسان هو أمه ، والأم لها ظروف خاصة بسبب مرض الزهايمر ، وأقدر الناس على خدمتها هي ابنتها ، وحتى لو تم الاتفاق على إحضار خادمة للبيت فكيف تظل معك وحدها في البيت في غياب الزوجة ؟!!

4- الدعاء لها بظهر الغيب ، وعدم التلويح بالزواج من امرأة ثانية ، فهذا يجرح مشاعر الزوجة ويزيدها عنادا وبعدا وإصرارا على ما هي عليه ، وهذه فطرة الزوجة في الغيرة من الضرة ، وهذه الغيرة طبيعية حتى في زوجات الأنبياء .

  أسأل الله لك خير الدنيا والآخرة . 

   والله تعالى أعلم .