فتاوى نسائية رقم : 4969

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا الفاضل أريد أسأل حضرتك سؤال وأرجو لو حضرتك ترد عليَّ أخو صاحبتي شاب صغير تزوج في سن صغير امرأة من ماليزيا أثناء دراسته وأنجب منها طفلة ولم يوفق في زواجه منها وطلقها ورجع إلى مصر وهو المفروض كان عليه النفقة لكن هو كان يواجه مشاكل مادية فكان يبعث لأمها فلوس متى توفر له ومؤخرا كان خطب واحدة فأنا أتوقع أنه توقف عن إرسال المبالغ لأنه كان يواجه مشاكل مادية متعسرة في تجهيز نفسه وشقته وهذا من كلام أخته فهل يعتبر فلوس الإنفاق دَيْن عليه ؟ هو حاليا توفى أمس الله يرحمه ويحسن إليه فهل يعتبر عليه دَيْن ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 9 / 5 / 2022

رقم الفتوى : 4969

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  رحم الله المتوفى وغفر له وتجاوز عن سيئاته .

  الزوجة الماليزية التي طلقها هذا الشاب وله منها طفلة لها عليه حقوق مالية وهي : مؤخر الصداق ونفقة المتعة وهي مبلغ من المال يدفعه الزوج لها على قدر وُسْعِه وطاقته، لقول الله ‏سبحانه وتعالى : " ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقا ‏على المحسنين " [ البقرة : 226] وقوله تعالى : " وللمطلقات متاع بالمعروف حقا ‏على المتقين " [ البقرة : 241] ‏، كما إن نفقة المولود وهي الطفلة تلزمه إلى أن تتزوج أو يكون لها مصدر دخل ، لقول ‏الله تعالى : " أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ‏وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن " [الطلاق:6]‏ . وهذه الحقوق المالية تلزم الزوج وجوبا ، فإذا كان متعسرا في معيشته أثناء حياته فإنها تصبح دَيْنا عليه إلى حين ميسرة ، فإذا توفي رحمه الله ولم تكن له تركة تُخصم منها الديون فإنها تظل دَيْنا في ذمته إلى أن تٌقضى عنه .

  روى أبو داود والنسائي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فقال : هاهنا من بني فلان أحد؟ ثلاثا ، فقال رجل: أنا، فقال: إن صاحبكم محبوس عن الجنة بدينه " ، وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين " . 

  لهذا أنصح من كان له استطاعة مالية أن يقضي هذا الدَيْن عن المتوفى صدقة وحسبة لوجه الله حتى تبرأ ذمته أمام الله .

  وهذه حقوق المطلقة بالتفصيل :

1- المطلقة طلاقا بائنا : لها حقان :

أولا : نفقة المتعة : وهي مبلغ من المال يدفعه الزوج لها على قدر وُسْعِه وطاقته، لقول الله ‏سبحانه وتعالى : " ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقا ‏على المحسنين " [ البقرة : 226] وقوله تعالى : " وللمطلقات متاع بالمعروف حقا ‏على المتقين " [ البقرة : 241] .     ‏
ثانيا : مؤخر الصداق إن كان لها مؤخر صداق عنده لأنه دَيْن لها في ذمته فعليه أن ‏يؤديه لها عند الفرقة . ‏

2- المطلقة طلاقا رجعيا :      
  لها النفقة والمسكن في العدة إن كانت الطلقة رجعية لأنها في تلك الفترة لها حكم ‏الزوجة لإمكان ارتجاعه لها في أي حين ما دامت في عدتها الرجعية. ‏       
وكذلك إذا طلقت وهي حامل ، سواء كانت رجعية أو بائنا ، حتى تضع حملها ، لقول ‏الله تعالى : " أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ‏وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن " [الطلاق:6]‏ .      
  كما أن للمطلقة مدة الإرضاع أجرة الإرضاع ، كما قال الله تعالى : " فإن أرضعن لكم ‏فآتوهن أجورهن " [الطلاق:6]‏ .     
 

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى نسائية رقم : 138 ، 165 ، 180 ، 199 ، 649 ، 656 ، 733 ، 765 ، 1413 ، 3023 ، 3049 ، 4106 ، 4203 ، 4550 ] .   

   والله تعالى أعلم .