فتاوى قضايا فقهية معاصرة رقم : 5496

السؤال : السلام عليكم و رحمة الله يا شيخ خالد سؤال بخصوص الحج هذه السنة : هناك تأشيرات حج مباشر لا تخضع للقرعة يتم شراءها عن طريق بعض شركات السياحة من السفارة السعودية وثمنها يتعدي مائة ألف جنيه مصري هل الذهاب للحج عن طريق شراء هذه التأشيرات جائز وحلال ؟ شكرا مقدما .

البلد : مصر .

التاريخ : 2 / 7 / 2022

رقم الفتوى : 5496

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  لا يجوز التجارة في التأشيرات بيعا ولا شراءا خاصة تأشيرات الحج التي يجب على المسلم أن يكون عونا للمسلمين على أداء الفريضة ، وكل شخص تحصل على تأشيرة أو شركة تحصلت على عدد معين من التأشيرات من حقها قانونا فلا يجوز بيعها للغير ، فالذي تحصل على تأشيرة الحج إما أن يخرج للحج بنفسه ، وإما أن يعيدها إلى الجهة التي منحته هذه التأشيرة إذا عدل عن الخروج إلى الحج لأي ظرف طارئ مثل مرض مفاجئ أو حادث ونحو ذلك ، وإذا أراد هذا الشخص أن يتنازل عن التأشيرة إلى غيره فليس له أن يبيعها ولكن يجوز أن يتنازل عنها بالتكلفة نفسها التي أنفقها للحصول على التأشيرة .

  وهذه المسألة من النوازل الفقهية المعاصرة ، وقد أفتى فيها العلماء المعاصرون بعدم جواز التجارة في التأشيرات سواء تأشيرات العمل أو الحج والعمرة أو السياحة أو غير ذلك إلا لمن كان مضطرا للحصول على هذه التأشيرة .

  وأما حكم الحج لمن تحصل على هذه التأشيرة بدفع زيادة على قيمتها فلا حرج عليه ولا يؤثر ذلك في صحة حجه ، وإنما الإثم على البائع الذي باع ما ليس من حقه أن يتاجر فيه ، وإذا زاد عدد من التأشيرات لدى هذه الشركة فإما أن تعيدها إلى الجهة المانحة ، أو تتنازل عنها إلى الغير بقيمة تكلفتها فقط دون زيادة . 

  قال الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن محمد الطيار في بحثه بعنوان : (الضوابط الشرعية في المعاوضة على الحقوق والالتزامات) لمسألة المتاجرة بالتأشيرات ، وقال :

[ غالب من تعرض لهذه المسألة يرى التحريم ـ وأبرز القائلين بذلك اللجنة الدائمة، والشيخ ابن باز، والشيخ صالح الفوزان ـ ثم ذكر أدلتهم تفصيلًا، وقال: ويدخل في ذلك بيع تأشيرات الحج، فلا يجوز للإنسان أن يأخذ تأشيرة لنفسه وهو لا يريد الحج، فإن أخذ تأشيرة لنفسه وهو يريد الحج، ثم عدل عن ذلك، فليس له أن يبيعها إلا بنفس التكلفة التي بذلها في سبيل الحصول عليها.

ومعنى ذلك: أنه لا يجوز أن تتخذ تأشيرات الحج تجارة يستغلّ بها ضعفاء المسلمين، والحريصين على الحج، بل ينبغي للمسلم أن يكون معينًا على الخير، وأن يساعد إخوانه المسلمين لا أن يستغلهم.] اهـ.

       
  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتوى بالموقع : [ فتاوى قضايا معاصرة رقم : 5486 ] .

  والله تعالى أعلم