فتاوى عامة رقم : 9886

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور خالد جئت من المدينة المنورة وعند الميقات في ذي الحليفة نويت الحج مفردا وأنا اليوم في مكة وأفتوني بأنه يجب ألبس ملابس الإحرام من الآن فهل يجوز أتمتع بعمرة من الآن أم لا يجوز ؟ ولو أتمتع بعمرة من أين أُحرم ؟ ولو لم أحرم بعمرة أرتدي ملابس الإحرام من الآن أم بدءا من يوم التروية ؟ وجزاكم الله عنا كل خير .

البلد : السعودية .

التاريخ : 6 / 7 / 2022

رقم الفتوى : 9886

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  الذي نوى الحج مفردا فإنه يلبي بالحج وحده من الميقات ، وبعد الفراغ من الحج يأتي بعمرة إذا لم يكن قد اعتمر قبل ذلك ، والمفرد لا دم عليه .

  وإذا وصل المفرد بالحج إلى مكة فإنه يطوف طواف القدوم وهو سنة وله أن يسعى بعده إذا أراد وهذا السعي يجزئه عن سعي الحج ، ولا يتحلل من إحرامه ويظل بملابس الإحرام حتى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة فيتوجه إلى منى ويؤدي بها خمس صلوات : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، وبعد الفجر من يوم التاسع من ذي الحجة يتوجه إلى عرفه ، وبعد إتمام بقية المناسك من المبيت بمزدلفة ورمي الجمرات والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة فإنه بذلك يكون قد تمَّ حجه ، وليس عليه ذبح هدي لأنه مفرد بالحج ، والهدي إنما يلزم المتمتع والقارن فقط ، إلا أن يتطوع المفرد بالحج بذبح ذبيحة يتقرب بها إلى الله .

    قال البهوتي رحمه الله في "كشاف القناع" (2/ 411) :

[ (و) صفة (الإفراد: أن يحرم بالحج مفردا ، فإذا فرغ منه) أي: من الحج ( اعتمر عمرة الإسلام ، إن كانت باقية عليه) ؛ بأن لم يكن أتى به قبل. ] اهـ.

  أما إذا جئت مكة مفردا بالحج وأردت أن تغير النية إلى التمتع بالحج فلا حرج ، لأن المفرد يستحب له أن يفسخ حجه إلى عمرة ما دام لم يسق الهدي ، وعندما تأتي مكة تطوف وتسعى للعمرة وتتحلل منها ثم تنتظر إلى يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة فتتوجه إلى منى ثم في اليوم التاسع تتوجه إلى عرفة وتتم بقية نسكك ، ولكن عليك دم التمتع ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين أهلوا بالحج وحده ولم يسوقوا معهم الهدي أن يتحللوا ويجعلوها عمرة ويتموا حجهم متمتعين .

  روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة " ، فقام سراقة بن مالك بن جعشم، فقال : يا رسول الله ، ألعامنا هذا أم لأبد ؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: " دخلت العمرة في الحج – مرتين - لا، بل لأبد أبد " .

  قال البهوتي رحمه الله في "كشاف القناع" (2/ 415) :

[ (ويسن لمن كان قارنا أو مفردا فسخ نيتهما بالحج وينويان) بإحرامهما ذلك (عمرة مفردة فإذا فرغا منها) أي: العمرة (وحلا أحرما بالحج ليصيرا متمتعين ما لم يكونا ساقا هديا) ؛ لأنه صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه الذين أفردوا الحج وقرنوا أن يحلوا كلهم ويجعلوها عمرة إلا من كان معه هدي متفق عليه. ] اهـ.

       
  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 1001 ، 2132 ، 2133 ] .

  والله تعالى أعلم .