فتاوى عامة رقم : 9987

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا تكلمت مع أخ لي في حكم أكل الغلال مثل الصدف والمحار من البحر يأكلونه فقال لا يجوز أكله والذي أعرفه هو أنه يجوز أكله وذكر لي هذه الآية وهي قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير...) وقال لي إن الغلال يُسلق ولا يُذبح فما حكمه في الشرع ؟ جزاك الله كل خير .

البلد : المغرب .

التاريخ : 1 / 9 / 2022

رقم الفتوى : 9987  

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  قول جمهور الفقهاء هو أن طعام البحر كله حلال حيا وميتا ما لم يكن فيه ضرر ، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة ، وما ذكرته في السؤال وكل ما يتم صيده من البحر فأكله حلال ، قال الله تعالى : " أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة " [المائدة : 96] ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها : صيده ما صيد وطعامه ما لفظ البحر . وروي عن أبي هريرة مثله ، وهو قول جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين كما ذكر القرطبي في تفسيره . 

  وقال ابن كثير رحمه الله :

[ وقال مالك سأل رجل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" (رواه مالك وأصحاب السنن وصححه البخاري والترمذي) ... وروى الإمام الشافعي عن ابن عمر قال، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "أحلت لنا متتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال" (ورواه أحمد وابن ماجة والدار قطني والبهيقي وله شواهد) . ] اهـ.

  وجاء في فتاوى الشبكة الإسلامية في سؤال عن : المحار - الصدف - سرطان البحر- الأخطبوط - جرادالبحر- أو الكراب رقم : 64385

[ الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:    
  فقد قال الله عز وجل : { أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ } المائدة:96، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في البحر:  " هو الطهور ماؤه، الحل ميتته . " رواه مالك في الموطأ وغيره.      
ومما تقدم أخذ أكثر أهل العلم جواز أكل ما صيد من البحر بدون استثناء سواء أخذ حيا أو ميتا، وعلى ذلك فكل ما ذكرت فهو مباح الأكل ما لم يكن فيه ضرر، أما إذا كان فيه ضرر فلا يجوز أكله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.  رواه مالك في الموطأ، وهذا مذهب المالكية ومن وافقهم ، قال العلامة خليل في المختصر:  المباح طعام طاهر... والبحري وإن ميتا ... ] اهـ.

  والقاعدة الأصولية هي : أن الأصل في المنافع الإباحة وفي المضار التحريم . كما إنه لا تحريم إلا بنص ، وكل ما في الأرض حلالا طيبا كما ذكر القرآن الكريم ، وليس هناك شئ محرم إلا ما ورد النص بتحريمه ، كما قال تعالى : " قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم " [الأنعام: 145] ، وقال تعالى : " ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين " [البقرة: 168] .

بناءا على ذلك : فلا حرج من أكل المحار والصدف أو ما يُسمى الغلال لأنه من طعام البحر الحلال حيا وميتا ، ما لم يكن في أكله مضرة فيُمنع بسبب الضرر وليس لكونه من طعام البحر .

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتوى بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 1626 ] .

  والله تعالى أعلم .