فتاوى عامة رقم : 9988

السؤال : السلام عليكم يا دكتور كثيرا ما نسمع فلان اقترض مال لتجهيز ابنته أو تكاليف المعيشة من أكل وشرب ولا يستطيع السداد ويقولون عنه غارم فهل حقا هذا هو معنى كلمة غارم شرعا أم هو مصطلح عامي خاطئ وهل يجوز للغارم أن يأخذ من الصدقات والزكاة للمساعدة في سداد ديونه سواء كان سفيه أو غير سفيه أنفق المال في محله أم لا ؟ لأن ما يُقال لنا أحيانا غير الحقيقة ونحتاج للبحث لنعرف فهل هؤلاء يجوز عليهم الصدقة أم غيرهم أولى ؟ جزاك الله عنا كل خير .

البلد : مصر .

التاريخ : 3 / 9 / 2022

رقم الفتوى : 9988  

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  الغارمون هم المدينون الذين استدانوا من أجل غرض مباح ، سواء لمنفعة أنفسهم أو منفعة غيرهم ، والغارمون من الأصناف الثمانية الذين يستحقون من مال الزكاة ، حيث ذكرت الآية هؤلاء الأصناف في قوله تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " [التوبة: 60 ] .

  قال البغوي رحمه الله :

[ الغارمون ، وهم قسمان : قسم دانوا لأنفسهم في غير معصيته ، فإنهم يعطون من الصدقة إذا لم يكن لهم من المال ما يفي بديونهم ، فإن كان عندهم وفاء فلا يعطون ، وقسم أدانوا في المعروف وإصلاح ذات البين فإنهم يعطون من مال الصدقة ما يقضون به ديونهم ، وإن كانوا أغنياء . ] اهـ.

  وقال السعدي رحمه الله :

[ الغارمون ، وهم قسمان :

أحدهما: الغارمون لإصلاح ذات البين، وهو أن يكون بين طائفتين من الناس شر وفتنة، فيتوسط الرجل للإصلاح بينهم بمال يبذله لأحدهم أو لهم كلهم، فجعل له نصيب من الزكاة، ليكون أنشط له وأقوى لعزمه، فيعطى ولو كان غنيا.

والثاني: من غرم لنفسه ثم أعسر، فإنه يعطى ما يوفي به دينه. ] اهـ.

  بناءا على ما سبق فإن وصف الغارم هو : المدين الذي استدان إما : 1- من أجل مصلحة نفسه كأن يستدين من أجل ضرورات الحياة مثل المأكل والمسكن والملبس والزواج والعلاج ونحو ذلك ، ولم يستطع السداد بسبب فقره وقلة ذات يده ولم لديه متاع يبيعه  لسداد ما عليه ، وبشرط ألا يكون قد استدان من أجل معصية أو سفه وتبذير لغير ضرورة وإنما في مباح أو طاعة ، أما لو استدان في معصية فلا يعطى شيئا .

2- أن يكون قد استدان من أجل منفعة عامة تعود على الأمة مثل الإصلاح بين عائلتين أو دفع الدية عن قتيل حقنا للدماء أو نحو من مصلحة ومنفعة تعود على غيره .

   وعند إعطاء الزكاة يجب التثبت والتحري ما استطاع المسلم عمن يستحق مال الزكاة ، وفي هذا الشأن ليس لنا إلا الظاهر ، وأما السرائر فأمرها إلى الله ولا يعلمها إلا علام الغيوب .

  والله تعالى أعلم .