فتاوى عامة رقم : 9995

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لعلكم بخير سؤال من إيطاليا قمت بعملية ربط المعدة وفي مثل هذه العمليات يقومون باستئصال بعض أجزاء من المعدة والأجزاء التي تم قصها من المعدة موجودة عندهم في المختبر وسألوا إذا تريدوا أن تأخذوها فما حكم هذه الأجزاء وكيف نتصرف فيها ؟ وجزاك الله خيرا .

البلد : إيطاليا .

التاريخ : 9 / 9 / 2022

رقم الفتوى : 9995  

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

   الله تعالى كرم الإنسان حيا وميتا ، فإذا انفصل أو قُطع عضو من الإنسان وهو حي فيُستحب دفنه مراعاة لحرمة الإنسان الذي كرمه الله تعالى ، كما إن حرمة المسلم ميتا كحرمته وهو حي .

  قال الله تعالى : " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " [الإسراء: 70] .  

  ومن تكريم الإنسان دفن كل الأعضاء المبتورة منه سواء كان ذلك بسبب عملية جراحية أو حادث أو نحو ذلك ، حتى لا توضع في المزابل فلا تهان ولا تمتهن ، كما أن في دفن هذه الأشياء في التراب مصلحة ومنفعة عامة من جهة النظافة ومنع التلوث .

  قال الإمام النووي رحمه الله في "المجموع" (5/ 254) :

[ قال أصحابنا: والدفن لا يختص بعضو من علم موته، بل كل ما ينفصل من الحي من عضو وشعر وظفر وغيرها من الأجزاء التي يستحب دفنه، وكذلك تُوارَى المُضغة والعلقة التي تلقيها المرأة، وكذا يوارى دمُ الفصد.] اهـ.       

  أخرج يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (ج1/ص553) ومن طريقه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص221) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج61/ص410) بسند ضعيف في قصة قطع رجل عروة بن الزبير رحمه الله :

قال نافع بن ذؤيب الدمشقي: قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَرَجَ بِرِجْلِهِ الْقَرْحَةُ الْآكِلَةُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ الْأَطِبَّاءَ فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى إِنْ لَمْ نَنْشُرْهَا قَتَلَتْهُ، فَقَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا فَقَالُوا: نَسْقِيكَ شَيْئًا لَا تُحِسُّ بِمَا نَصْنَعُ قَالَ: لَا شَأْنُكُمُ بِهَا قَالَ: فَنَشَرُوهَا بِالْمِنْشَارِ فَمَا حَرَّكَ عُضْوًا عَنْ عُضْو، وَصَبَرَ فَلَمَّا رَأَى الْقَدَمَ بِأَيْدِيهِمْ دَعَا بِهَا فَقَلَبَهَا فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَالَّذِي حَمَلَنِي عَلَيْكِ إِنَّهُ لِيَعْلَمُ أَنِّي مَا مَشَيْتُ بِهَا إِلَى حَرَامٍ أَوْ قَالَ مَعْصِيَةٍ. قَالَ الْوَلِيدُ -يعني ابن مسلم-: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ذُوَيْبٍ أَوْ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَضَرَ عُرْوَةَ حِينَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَغُسِّلَتْ وَطُيِّبَتْ وَلُفَّتْ فِي قُبْطِيَّةٍ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ.  

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتوى بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 9251 ] .

  والله تعالى أعلم .