فتاوى قضايا فقهية معاصرة رقم : 5520

السؤال : السلام عليكم بنت لاجئة إفريقية في أحد الدول دخلت البلد بطريق غير رسمي بعض الناس يعرض عليها عمل أوراق رسمية لها لتوفيق أوضاعها ولتستطيع رؤية زوجها وأولادها ولكي لا ترحل من البلد ولكن سيتم تغيير الجنسية في هذه الأوراق فهل هذا يجوز ؟ وجزاكم الله خيرا .

البلد : مصر .

التاريخ : 28 / 9 / 2022

رقم الفتوى : 5520

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  لا يجوز لهذه المرأة اللاجئة الإقامة بأوراق مزورة لأن هذا غش وكذب ، والغش والكذب محرم ومنهي عنه ، كما يزداد التحريم لما يترتب على هذا الكذب والغش من استحقاقات وأموال وخدمات تُعطي للمقيم في هذه البلاد وهو غير مستحق لها بسبب تزويره ، فيكون قد استحل مالا ليس من حقه .

  روى أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ شيئا منه بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " .

  والأصل في المسلم أنه لا يكذب ولا يزور ولا يبذل الرشوة ما لم يضطر إلى ذلك ، وتكون فيه مصلحة شرعية معتبرة ، كأن يدفع الظلم عن نفسه ، ويخاف ضياع حقه ونحوه .

  قال الملا علي القاري رحمه الله في "المرقاة شرح المشكاة" (ج 4 ص 471) : 

[ قيل الرشوة ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل ، أما إذا أعطى ليتوصل به إلى حق أو ليدفع به عن نفسه فلا بأس به.] اهـ.

  لهذا فإنني أنصح هذه المرأة بالبقاء في بلدها بين أهلها حتى توفق أوضاعها أو يرسل إليها زوجها دعوة إلى الالتحاق به وبأولادها ، وبذلك تدخل البلد التي ترغب الإقامة فيها ولها صفة شرعية وقانونية لبقائها في بلاد غير مسلمة ، ولا يجوز لها دفع مال للحصول على أوراق مزورة بحجة الإقامة ، وما ستدفعه من مال يكفيها للعودة إلى بلدها والبحث عن عمل بكرامة وعزة نفس حتى توفق أوضاعها ، ولن تخلو أرض من رزق ، فالرزق مكفول مضمون لكل مخلوق ، ولن يترك الله عبدا توجه إليه بالدعاء وأقبل عليه بطاعته ، " ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا " [سورة الطلاق: 2 ، 3] .

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتوى بالموقع : [ فتاوى قضايا فقهية معاصرة رقم : 5058 ] .

  والله تعالى أعلم