فتاوى المعاملات المالية رقم : 7047 

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أعيش في أمريكا وزوجي مشارك أخوه في تجارة البيوت يأخذوا قروض من البنك يشتروا بها بيوت ويصلحوها ويبيعوها ويشتروا بيوت أخرى وهكذا هل هذه التجارة حلال والقروض التي باسم زوجي حلال أم هي نوع من أنواع الربا ؟ 

ملحوظة : عند البيع لا يتم تسديد المبلغ للبنك ولكن من الممكن شراء بيت آخر والقرض ما زال موجودا ؟

البلد : أمريكا . 

التاريخ : 9 / 8 / 2022 

رقم الفتوى : 7047 

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  يجب التفريق بين أمرين وهما :

أولا : القرض الربوي بفائدة من الربا المحرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ولا يجوز التجارة بمال حرام ، بل يجب رد القرض فورا إلى البنك والتوبة والاستغفار من هذا الذنب ، يقول الله تعالى : " وأحل الله البيع وحرم الربا " [ البقرة : 275 ] ، ويقول سبحانه : " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون " [ البقرة : 279 ] .

  ومعلوم أن الربا لا يقتصر وعيده على آكله أو موكله فقط ، بل يتعدى إلى كل من ساهم في إجراء تلك المعاملة ولو بخط كلمة في ورقة . روى مسلم عن جابر رضي الله عنه : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء " أي في الإثم ، وروى أبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه " صححه الألباني في "صحيح الترمذي" (1206) .

ثانيا : التجارة في البيوت بالبيع والشراء تجارة جائزة إذا توافرت فيها شروط البيع الصحيحة .

  وبناء على ذلك فإن رأس المال الذي جاء من حرام وهو القرض الربوي لا يجوز التجارة به ولا الانتفاع مما يأتي منه ، بل يجب رده إلى البنك الربوي والتوبة والاستغفار .

  وإذا أراد زوجك الحصول على رأس مال حلال ليتاجر فيه فليأخذ مشورة من حوله من المسلمين المقيمين في أمريكا لعل هناك مؤسسات مالية تقرض قروضا حسنة أو تدخل في معاملات إسلامية صحيحة مثل المضاربة أو المشاركة ونحو ذلك .  

  والله تعالى أعلم .