فتاوى عامة رقم : 10186

السؤال : السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته أولاً بارك الله فيكم وفي مجهودكم وعملكم وجعله في ميزان حسناتكم إن شاء الله. ثانياً عندي سؤال إذا تكرمت حضرتك. ما حكم قراءة القرآن الكريم بنية إهداء القراءة إلى الميت؟ وما هو حكم الحديث "اقرءوا على موتاكم يس"؟

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

البلد : السعودية .  

التاريخ : 15 / 1 / 2023

رقم الفتوى : 10186   

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  جزاك الله خيرا على دعائك الطيب وحسن ظنك بالعبد الفقير ، بارك الله فيك .

  جمهور الفقهاء على جواز هبة ثواب الأعمال الصالحة مثل الحج والعمرة والصيام والصدقة ومنها قراءة القرآن ، بناءاً على ذلك فيجوز قراءة القرآن الكريم وهبة ثواب القراءة للميت.

  أما قراءة سورة يس فقد ورد بها حديث في قراءتها عند المحتضر للتخفيف عنه في خروج الروح وليس قراءتها على الأموات بمعنى قراءتها عليهم بعد موتهم ، وذلك لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي عن مَعْقِل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يس قلب القرآن ، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له وأقرؤوها على موتاكم " . وقراءة القرآن عند المحتضر جائزة لعل الله أن يخفف بها عنه سكرات الموت وخروج الروح ، وهي مشروعة عند جمهور الفقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة للحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ " ، وبعض العلماء ضعف هذا الحديث فلم يأخذ به ، ضعفه النووي في "الأذكار" ، وقال ابن حجر في " التلخيص" (2/104) : " أعله ابن القطان بالاضطراب وبالوقف وبجهالة حال روايه أبي عثمان وأبيه . ونقل ابن العربي عن الدارقطني أنه حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ، ولا يصح في الباب حديث " انتهى . وضعفه الألباني في "إرواء الغليل" (688) .     

  وروى أحمد عن صَفْوَان قال : حَدَّثَنِي الْمَشْيَخَةُ أَنَّهُمْ حَضَرُوا غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ الثُّمَالِيَّ (صحابي) حِينَ اشْتَدَّ سَوْقُهُ ، فَقَالَ : هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ يس ؟ قَالَ : فَقَرَأَهَا صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ السَّكُونِيُّ ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ مِنْهَا قُبِضَ . قَالَ : فَكَانَ الْمَشْيَخَةُ يَقُولُونَ : إِذَا قُرِئَتْ عِنْدَ الْمَيِّتِ خُفِّفَ عَنْهُ بِهَا . قَالَ صَفْوَانُ : وَقَرَأَهَا عِيسَى بْنُ الْمُعْتَمِرِ عِنْدَ ابْنِ مَعْبَدٍ .

قال الحافظ في "الإصابة" (5/324) : إسناده حسن .

والله تعالى أعلم .