فتاوى عامة رقم : 10764

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته⁠ هل تطويل الرجل لشعره حرام ؟ (مع العلم ليست النية تشبه بالنساء) النية أنه يحب شكله هكذا أكثر ؟

البلد : مصر .   

التاريخ : 31 / 12 / 2023  

رقم الفتوى : 10764   

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  بالنسبة إلى طول شعر الرجل فلا حرج عليه إن كان يهتم به ويمشطه ويعتني بشكله ونظافته ولا يتشبه فيه بالنساء أو الفجار والفساق ، وذلك لما روى أبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعْرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ : ( احْلِقُوهُ كُلَّهُ ، أَوْ اتْرُكُوهُ كُلَّه ) ، وروى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ ) أَيْ : فَلْيُزَيِّنْهُ وَلْيُنَظِّفْهُ بِالْغَسْلِ وَالتَّدْهِين وَالتَّرْجِيل وَلَا يَتْرُكهُ مُتَفَرِّقًا، فَإِنَّ النَّظَافَة وَحُسْن الْمَنْظَر مَحْبُوب.

  وكان شعر النبي صلى الله عليه وسلم يصل إلى شحمة أذنيه ، وإلى ما بين أذنيه وعاتقه ، لكنه كان يعتني به ويمشطه ويدهنه وغالباً ما يكون فوقه عمامة أو قلنسوة ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أذنيه وعاتقه . رواه البخاري ومسلم .

  أما إن كان إطالة الشعر مستهجنا بين الناس أو لا يفعله إلا طائفة ماجنة فاسقة بينهم ، فلا ينبغي فعله لأنه حينئذ من التشبه المذموم بأهل الفجور إذا كان هذا شعارا لهم ، والأمر هنا يرجع إلى العرف والعادة . 

  ولكن إذا أراد إطالة شعره فعليه مراعاة أمور شرعية هامة وهي :

أ – أن يستر شعره اقتداءا بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان لا يرى إلا وعلى رأسه عمامة أو قلنسوة . ابن عمر رضي الله عنهما رأى مولاه نافعاً يصلي حاسر الرأس ، فقال له : " أرأيت لو أنك ذهبت إلى مقابلة أحد هؤلاء الأمراء أكنت تقابله وأنت حاسر الرأس ؟ قال: لا . قال: فالله أحق أن يتزين له .

ب – ألا يقصد التشبه بالنساء خاصة مع انتشار المتبرجات واختلاط الصور حتى يصعب في بعض الأحيان التمييز بين الرجل والمرأة .

ج – ألا يقصد بهذا الرياء والفخر والخيلاء وإنما يقصد اتباع السنة مع الشرطين السابقين .

د – ألا يصادم عرفا تعارف عليه الناس أو أن يكون عادة للفساق والفجار ومن كانوا في الماضي منذ سنين يسمون بـ ( الهيبز ) فهنا تشبه بالفجرة والعصاة وهو لا يجوز إذا كان تطويل الشعر أصبح شعارا لهم .

  لهذه الأسباب السابقة أنصح بعدم إطالة الشعر لأنه الآن أصبح شعارا للفساق والفجار كما فيه تشبه بالنساء المتبرجات ، كما إن من يطيلون شعورهم من الرجال والشباب لا يلبسون عمامة ولا قلنسوة أي طاقية ونحو ذلك ، لهذا يشتبه على الناظر هل هذه امرأة أم رجل .

   والله تعالى أعلم .