فتاوى المعاملات المالية رقم : 7474

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته امرأة مسنة تريد أن تهب بناتها أساورها الذهب بحياتها ومن دون علم الأب والإخوة لأنهم ميسوروا الحال وخشية ألا يعطوهن من الميراث ويستأثروا به وحدهم علما إن الأساور لا يعلم بوجودها لا الزوج ولا الأبناء فقط البنات وبناتها يخشين عليها غضب الله لأنها كما يقلن والله حسيبها تقية ورعة لكنها غير متعلمة على الفطرة ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 20 / 4 / 2024

رقم الفتوى : 7474

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  غفر الله للوالدة إذا كانت قد فعلت ذلك ، لأنه يجب عليها العدل بين أولادها في الهبة ولا تخص الإناث بما تملكه من الذهب إلا إذا كان ذلك برضى جميع الورثة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعدل والتسوية بين الأولاد في الهبة ، والأصل هو عدم تقسيم الميراث إلا بعد الوفاة ، فقد يموت أحد الورثة قبل المورث فيؤثر ذلك على نصيب بقية الورثة ، أما إذا تراضى الورثة بهذه الهبة عن طيب نفس فلا حرج حينئذ من إمضاء الهبة ، والأصل هو ترك المال كما هو حتى إذا انقضى الأجل يقسم بالقسمة الشرعية التي أرادها الله لعباده بتشريع المواريث .

  روى البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن أباه أتى به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : " أكل ولدك نحلته مثل هذا ؟ " فقال : لا . فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : " فارجعه " وفي رواية : فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " أفعلت هذا بولدك كلهم ؟ " قال لا. قال: " اتقوا اللَّه واعدلوا في أولادكم " فرجع أبي فرد تلك الصدقة. 

وفي رواية : فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : " يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟ " قال نعم ، قال : " أكلهم وهبت له مثل هذا ؟ " قال لا ، قال : " فلا تشهدني إذاً ؛ فإني لا أشهد على جور " .    

وفي رواية : " لا تشهدني على جور ! " 

وفي رواية: " أشهد على هذا غيري ! " ثم قال: " أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء ؟ " قال : بلى ، قال : " فلا إذاً " .  

نحلت : أي أعطيت ووهبت ومنحت ، والنِحلة هي العطية والهبة .

وإنني أرى أن لا تهب الأم أساورها الذهب لبناتها ، وأن تترك الأمر إلى قسمة الله الحكم العدل ليتم تقسيم التركة حسب الأنصبة الشرعية لكل وارث ، وذلك حفظا لمشاعر الجميع وحرصا على مودة القلوب وعدم وجود بغضاء أو أحقاد أو ضغائن بين الورثة من الأولاد إلا إذا رضي الجميع بما تريد الأم أن تفعله .

 والله تعالى أعلم