فتاوى عامة رقم : 11242

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ذهبت إلى دكتور الجراحة أكشف على البواسير وكنت متوضئ قبل صلاة الظهر والدكتور كشف عليَّ وكان لابس جوانتي ولمس فتحة الشرج ولو وضع كريم او لبوس أثناء الكشف فهل هذا ينقض الوضوء أو لا ؟ وهل اللبوس يبطل الصيام أم لا ؟

البلد : مصر .  

التاريخ : 12 / 9 / 2024 

رقم الفتوى : 11242   

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  مس الدبر بيد الإنسان أو بيد غيره مختلف فيه بين العلماء ، فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه ينقض الوضوء ، روى أحمد عن عبد الله بن عمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : " أيُّما رجلٍ مسَّ فَرجَه فلْيَتوضَّأ، وأيُّما امرأةٍ مسَّت فرجَها فلْتتوضَّأْ " صححه الألباني في "صحيح الجامع" (2725) .

  قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/ 117) :

[ ومس الفرج ... ويتناول الذكر والدبر وقبل المرأة ، وفي نقض الوضوء بجميع ذلك خلاف في المذهب وغيره ... مس الذكر عن أحمد فيه روايتان : إحداهما ، ينقض الوضوء. وهو مذهب ابن عمر وسعيد بن المسيب وعطاء وأبان بن عثمان وعروة وسليمان بن يسار والزهري والأوزاعي والشافعي ، وهو المشهور عن مالك ، وقد روي أيضا عن عمر بن الخطاب وأبي هريرة وابن سيرين وأبي العالية .

والرواية الثانية ، لا وضوء فيه . روي ذلك عن علي وعمار وابن مسعود وحذيفة وعمران بن حصين وأبي الدرداء ، وبه قال ربيعة والثوري وابن المنذر ، وأصحاب الرأي لما روى قيس بن طلق ، عن أبيه ، قال : { قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل كأنه بدوي ، فقال : يا رسول الله ما ترى في مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ ؟ فقال وهل هو إلا بضعة منك أو مضغة منك } رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه ; ولأنه عضو منه فكان كسائره ، ووجه الرواية الأولى ما روت بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من مس ذكره فليتوضأ } وعن جابر مثل ذلك وعن أم حبيبة ، وأبي أيوب قالا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { من مس فرجه فليتوضأ } وفي الباب عن أبي هريرة رواها ابن ماجه . وقال أحمد حديث بسرة وحديث أم حبيبة صحيحان . وقال الترمذي حديث بسرة حسن صحيح . وقال البخاري: أصح شيء في هذا الباب حديث  بسرة وقال أبو زرعة حديث أم حبيبة أيضا صحيح وقد روي عن بضعة عشر من الصحابة رضوان الله عليهم . فأما خبر قيس فقال أبو زرعة ، وأبو حاتم : قيس ممن لا تقوم بروايته حجة ثم إن حديثنا متأخر ; لأن أبا هريرة قد رواه ، وهو متأخر الإسلام ، صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين ، وكان قدوم طلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يؤسسون المسجد أول زمن الهجرة ، فيكون حديثنا ناسخا له . وقياس الذكر على سائر البدن لا يستقيم ; لأنه تتعلق به أحكام ينفرد بها ; من وجوب الغسل بإيلاجه والحد والمهر، وغير ذلك. ] اهـ. بحذف واختصار.

  قال ابن عبدِ البَرِّ رحمه الله في "الاستذكار" (1/249) :

[ وقال الشافعيُّ : مَن مسَّ دُبُرَه، فعليه الوضوءُ؛ لأنَّه فرْجٌ، وهو قولُ عَطاءٍ، والزهريِّ، وميمون بن مهران، والرِّجالُ والنِّساءُ في ذلك عنده سواء. ] اهـ.

  بينما ذهب الأحناف والمالكية إلى انه لا ينقض الوضوء ، روى أبو داود والنسائي عن طَلْقِ بن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال : " خرجْنا وفدًا حتى قدِمْنا على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبايعْناه وصلَّينا معه، فلمَّا قضى الصَّلاةَ، جاء رجلٌ كأنَّه بدويٌّ، فقال: يا رسولَ الله ما ترى في رجُلٍ مسَّ ذَكَره في الصَّلاةِ؟ قال: وهل هو إلَّا مُضغةٌ منك، أو بَضعةٌ منك؟ " صححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (165)

  والقول الراجح هو أن مس القبل أو الدبر ينقض الوضوء ، لهذا عليك تجديد الوضوء مرة أخرى .

  وأما استعمال اللبوس أو التحاميل فإنها لا تبطل الصيام ولا يفطر بها الصائم عند كثير من العلماء ، لأنها دخول شئ إلى الجوف من غير المنفذ المعتاد وهي نوع من العلاج ، لذلك فإن استعمال اللبوس لا يفطر الصائم .

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هاتين الفتويين بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 3625 ، 9470 ] .   

والله تعالى أعلم .