فتاوى عامة رقم : 11292

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام ؟ ولو أنا أصلي فجأة اكتشفت إن شعرى كان ظاهر من الطرحة هل أعيد الصلاة ؟ شكرا مقدما وجزاك الله عنا خيرا

البلد : مصر .  

التاريخ : 27 / 9 / 2024 

رقم الفتوى : 11292   

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  ظهور شئ من شعرك باديا من الحجاب بالخطأ دون قصد وقمت بستره فورا فلا حرج ولا يضر صحة الصلاة .

  وأما التهنئة بأعياد غير المسلمين فإن الحكم فيها يدور بين التحريم ، والكراهة ، والإباحة لضرورة ومصلحة راجحة ، وقد ذكر هذا التفصيل بعض الفقهاء كالإمام المرداوي الحنبلي رحمه الله رواية عن الإمام أحمد رحمه الله ، حيث رُوي عنه فيها ثلاث روايات : بالتحريم والكراهة والجواز ، وإن كان جمهور الفقهاء على تحريم تهنئة المشركين بأعيادهم لما فيها من طقوس شركية .

  قال المرداوي رحمه الله في "الإنصاف" (4/ 221) :

[ قول الأصل: وفي تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم: روايتان: ...

إحداهمـا: يحرم وهو المذهب...

والرواية الثانية: لا يحرم، فيكره ...

ورواية بعدم الكراهة فيباح، ... ويجوز لمصلحة راجحة كرجاء إسلامه.

قلت: هذا هو الصواب، وقد عاد النبي صلى الله عليه وسلّم صبياً يهودياً كان يخدمه وعرض عليه الإسلام فأسلم. نقل أبو داود: أنه إن كان يريد أن يدعوه إلى الإسلام فنعم. ] اهـ. باختصار

  ومَنْ أجاز التهنئة خاصة لمن كان له أقارب وأرحام من غير المسلمين فقد اشترط نية دعوتهم إلى الإسلام وعدم المشاركة معهم في طقوسهم وشعائرهم ، وذلك استنادا لعموم قوله تعالى : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين . إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم، أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " [الممتحنة: 8 - 9] .

  ويجب التفريق في هذه المسألة بين التهنئة وبين المشاركة .

1- فلا يجوز المشاركة في أعيادهم لأنها احتفال بشرك وباطل .

2- أما التهنئة فمختلف فيها بين الفقهاء ما بين الإباحة والكراهة والتحريم ، فالتهنئة بأعياد غير المسلمين من دوران الحكم بين التحريم والكراهة والإباحة لضرورة قد ذكره بعض الفقهاء كالإمام المرداوي الحنبلي رحمه الله رواية عن الإمام أحمد ، حيث رُوي عنه فيها ثلاث روايات : بالتحريم والكراهة والجواز .

  وذكر بعض العلماء المعاصرين إن هذه المسألة تدخل في باب المجاملة والعادات وليس من مسائل العقيدة ، لأن الناس في الغالب الأعم يفعلونها عادة وليس اعتقادا بالشرك والكفر ، لأن النصوص صريحة في ذلك حيث قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " ، وقال : " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " .

* خلاصة القول : لا حرج عليك في رد التهنئة إلى غير المسلمين ولكن بنية دعوتهم إلى الإسلام عن طريق إظهار سماحة الإسلام وأخلاقه العالية وصفاته الراقية ، ولتكن ألفاظ التهنئة عامة مطلقة دون تحديد المباركة على طقوسهم الشركية ، ولتكن التهنئة مثلا كأن تقول : أعاد الله علينا الأيام بالصحة والعافية ، ورزقنا الله وإياكم صلاح الأحوال ، وجعل حياتنا سرور وطمانينة وأمان ، ونحو ذلك من العبارات العامة التي لا تتضمن تهنئة بكفر أو شرك .

والله تعالى أعلم .