القائمة الرئيسية
جديد الموقع
ركن الفتاوى
مقالات علمية للشيخ
" التجاوز والتسامح "
15654 الجمعة AM 12:122011-02-11
كيف نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
14008 الاحد PM 09:092011-03-20
منهج القرآن في الرد على استهزاء المشركين بالأنبياء والرسل
18250 الثلاثاء PM 07:042012-10-16
موسوعة السيرة والتاريخ
كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني (نسخة مصورة pdf) جزء8
7636 الاثنين AM 12:332011-01-17
كتاب الرحيق المختوم (نسخة مصورة pdf)
15487 السبت AM 11:452011-01-15
كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني (نسخة مصورة pdf) كامل
14988 الثلاثاء PM 09:112011-01-18
كتب الشيخ
مشكاة الدعوة ونصيحة الدعاة
4677 الخميس PM 12:392018-05-17
الذكرى فى علامات الساعة الصغرى والكبرى
6218 الخميس PM 12:412018-05-17
البرهان فى أخلاق حملة القرآن
4787 الخميس PM 12:162018-05-17
الدروس الكتابية
بشرى للمخلصين
3637 الثلاثاء PM 11:482009-12-22
بشرى للمستقيمين بحسن الخاتمة
6231 الاربعاء PM 10:462009-12-23
بشرى للعلماء
3539 الاربعاء PM 09:412009-12-23
الوصية الشرعية
الوصية الشرعية للمرأة
10582 الخميس PM 09:302010-03-18
الوصية الشرعية للرجل
9849 الخميس PM 09:292010-03-18
جديد الاذكار والادعية
الدعاء لمن ابتلي بالوسواس
7092 الخميس PM 11:142010-11-04
الدعاء عند هياج الريح
7228 الخميس PM 10:552010-11-04
أدعية المريض
5151 الخميس PM 10:452010-11-04
البحث
بحوث فقهية
بحث حقيقة الإسلام والإيمان
5502 الخميس PM 12:162011-08-18
القواعد الفقهية المتعلقة بدفع الضرر ورفع الحرج
6734 الثلاثاء PM 07:452010-03-09
الاستحالة وأقوال الفقهاء فيها وحكم التداوي بالمحرم
6768 الثلاثاء PM 07:482010-03-09
مكتية البوربوينت
دورة شرعية في أصول الفقه شرح كتاب الورقات للإمام الجويني بشرح الإمام جلال الدين المحلي .
5774 الاربعاء PM 10:102014-10-29
أحكام البيع بالتقسيط والمرابحة وبيع العربون
5232 الثلاثاء PM 09:522014-10-14
معنى العقيدة وأهميتها وتوحيد الربوبية .
4740 الاحد PM 11:342014-10-19
المتواجدون الان
عرض المادة
كيف نتوب من الإثم والذنب ؟
كيف نتوب من الإثم والذنب ؟
لفضيلة الشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي
روي الترمذي عن أنس
لا ينزل علي العباد بلاء إلا بذنب ولا يرتفع إلا بتوبة ، فأحوال ابن آدم مرهونة بأعماله ، فمن أحسن فله الحسنى وزيادة ، ومن أساء فعلي نفسه ولا يضر الله شيئا .
ولله الأسماء الحسنى ،؟ ومن أسمائه الغفور ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ، يعلم سبحانه أن الدنيا دار بلاء وامتحان ، والعبد يتلوث فيها بأوساخها وفتنها وشهواتها ، لذلك يفتح الله له باب الطهارة من جنابة المعصية ، ويدعوه أن يدخل ليتطهر ، وأن يستغفر ليغفر له ، وأن يسارع بالتوبة ليتوب الله عليه ، فالإنسان ليس ملاكا معصوما من الخطأ بل هو بشر ، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
لن ينجو من الهلاك إلا من ركب سفينة الطاعة ، فالإغراء والمعاصي تحيط بالمؤمنين كالطوفان المدمر ، وحبال النجاة ممدودة لمن أراد ، والدعوة إلي الدخول في حصون الأمان قائمة ، فهل من مجيب لنداء ربه ؟ " ففروا إلي الله إني لكم منه نذير مبين " .
كم لله علينا من نعم ظاهرة وباطنة لا تعد ولا تحصى ، عين مبصرة ، أذن سميعة ، قلب نابض ، لسان ناطق ، عقل مفكر ، عافية في الجوارح والبدن ، وفوق هذا كله نعمة الإيمان والإسلام ، فهل هذا إله يعصى ويجحد ؟ إن حق اله علي عباده أن يطاع فلا يعصى ، وأن يشكر فلا يكفر ، وأن يذكر فلا ينسى .
* كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، ولا يطلب من الإنسان أن يكون ملاكا لا يخطئ ، فالعصمة للأنبياء وحدهم ، وإنما الإصرار علي الذنب والتمادي في الباطل هما أسباب الشقاء والتعاسة ، إن المؤمن يخطئ ويصيب ويحسن ويسيء ، فإذا أخطأ وأساء رجع إلي الله من قريب ، وتذكر يوما تشيب فيه الولدان ، حيث يقف كل إنسان للحساب عاريا من ثيابه عاريا من أمواله عاريا من أهله وأحبابه ليسأل عما اقترفته يداه ، فماذا سيقول أمام ربه ؟ وهل حاسب نفسه قبل أن تحاسب إذا أمام الديان الحي الذي لا يموت ؟
حينما يحاسب العبد يوم لقيامة ويوقف بين يدي الله ويؤمر أن يقرأ كتابه الذي سطر فيه أعماله بنفسه " اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " ، فهو ينكر الكتاب وينكر الأعمال عسى أن ينجو بهذا الإنكار !! فالله تعالي يأتيه بالشهود عليه ، والشهود يوم القيامة علي أعمال الإنسان ثلاثة كما صح الخبر بذلك في الكتاب والسنة ، فمن هم هؤلاء الشهود ؟ :
1- الملائكة الكتبة الكرام : قال تعالي : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ، وقال " وغن عليكم لحافظين . كراما كاتبين . يعلمون ما تفعلون " ، وقال : إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " .
2- الأرض التي يمشي عليها تشهد له أو عليه : روي الترمذي عن أبي هريرة
3- الجوارح : في قوله تعالى: "اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " روي مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك
لذلك إذا تاب المؤمن وصحت توبته أنسى الله الحفظة ذنوبه ، وأنسها جوارحه ومعالمه من الأرض ، حتى يلقي الله وليس عليه شاهد بذنب .
* إن الله ربط أحوال العباد بأعمالهم ، وما نراه علي الأرض من أمور إنما هو ظل لأقدار الله في السماء ، والأيام والليالي دائما حبالى بالأحداث الجسام ، فإذا نزلت بالإنسان مصيبة لا يلوم ربه ولا يشكوه إلي خلقه ولا يندب حظه ، وإنما يراجع أعماله وسيرته في دنياه ، كم من التقصير في حق الله وقع ؟ وكم من المعاصي ارتكبت ؟ وكم من المخالفات والغفلات وقع فيها ؟ فما يصيب الإنسان من خير أو شر إنما هو بما جنته يداه " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " .
وروى الإمام أحمد رحمه الله بسنده عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: لما فتحت قبرص فُرق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض ، فرأيت أبا الدرداء
" وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " ، " فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " .
** التوبة : التوبة عمل يتجدد كل يوم لأننا قد نخطي ولا ندري أننا أخطأنا ، ونذنب وننسى ذنوبنا ، فنحتاج إلي تطهير الصحائف كل يوم ، ونعجل بالتوبة لأن الموت يأتي بغتة ، والخاسر من جاءته منيته علي ذنوب ما تاب منها ، لأنه يسوف ظنا منه أن العمر طويل وفيه متسع ، وعامة الناس يهلكهم طول الأمل واتباع الهوى .
روي البخاري ومسلم عن ابن عمر
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي ذر
* آدم
** ليست التوبة باللسان ، إنما شروطها ثلاثة حتى ترقى إلي درجة القبول :
· الإقلاع عن الذنب فورا ، فكل مستغفر تائب وهو مقيم علي الذنب كالمستهزئ بربه .
· الندم علي ما أخطأ فيه فيحق ربه ، فهل هذا إله يعصى وهذه نعمه وأياديه ؟ من أعطاه اللسان والبصر ؟ من أعطاه العقل والصحة ؟ من أعطاه المنصب والمال ؟ إن ابن آدم ينسى فيطغى ، " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " .
· العزم الصارم في القلب علي ألا يعود إلي هذا الذنب أبدا ، وهذا العزم يفك من القلب عقدة الإصرار ، فلا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار .
* جاء رجال إلي النبي
" وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون . واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون " إنابة . استسلام . خضوع . اتباع للقرآن . وإلا فالعذاب يأتي بغتة .
رحمة الله أوسع من ذنوبنا ، وليس لأحد أن يقنط الناس من رحمة الله ، أو يضيق واسعا وينفر الناس من التوبة والرجوع والندم ، فمن منا معصوم لا ذنب له ؟ قال علي بن أبي طالب
* " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " أخرج أبو داود الطيالسي وابن أبي حاتم وابن السني في عمل اليوم والليلة عن علي
ولكن هذه الرحمة قريبة من مَن ؟ إنها قريبة من المحسنين ، وهناك من الذنوب ما لا يغسله إلا الدموع ، فالتذلل والانكسار والخشية صفات يحبها الله في عباده ، كيف لا وهو الغني وهم الفقراء ؟ وهو القوي وهم الضعفاء ؟ وهو القادر وهم العجزة المحاويج إلي رحمته ؟
" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " ، التوبة باللسان دون مواطأة القلب بالنية الصادقة والعزيمة الجازمة علي ترك الذنب والإقلاع عنه فهي توبة كاذبة مزيفة وهي استهزاء بدين الله ، فالتائب نادم يريد أن يغير مسار حياته ويصطلح علي ربه ، وعلامة ذلك أن يبدأ في تغيير الصحبة الفاسدة التي أغوته وأغرته بالمعصية إلي صحبة صالحة تعينه علي طاعة ربه ، ويغير البيئة الفاسدة ومجالس الغفلة واللهو التي ضاع فيها الوقت والمال إلي بيئة العلماء والصالحين ومجالسة الطيبين في بيوت الله ، فيهجر مجالس السوء ويعمر بيوت الله ، والطاقة التي أهدرها في المعاصي يبذلها في الخير والبر والمعروف أضعاف ما كان يبذله في المعاصي ، فهذه الثلاث من علامات الصدق في توبة التائب ، وهذا ما يشير إليه حديث الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وأراد التوبة فأشار عليه العالم البصير بهذه الثلاث :
روي أحمد ومسلم عن أبي سعيد
فالعالم معه نور العلم وبصيرة الفهم ، وهذا هو الفرق بين العالم والعابد ، فقد دل التائب علي طريق التوبة العملي ولم يكتف بالوعظ النظري اللفظي ، فوضع له الخطة للتغيير وهي :
1- تغيير البيئة الفاسدة إلي بيئة صالحة حيث قال له : " انطلق إلى أرض كذا وكذا ... ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء " .
2- تغيير الصحبة ، حيث قال له : " فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم " .
3- تغيير الأعمال ، حيث قال له : " أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم " .
* الإنسان الذي فقد إيمانه تسيطر عليه شهواته وانفعالاته ، فلا إيمان يحجزه إذا غضب ، ولا خوف من الله يمنعه إذا اشتهى ، أما المؤمن فهو وقاف عند حدود الله لا تستهويه شهواته ونزواته ، وإنما يعلم أن الله فوقه أقدر منه وأقوى ، فيكظم غيظه ويقابل السيئة بالحسنة ، فالله يحب المحسنين .
روي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة ، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه ، فأراد ميمون أن يضربها ، فقالت الجارية: يا مولاي "والكاظمين الغيظ " قال لها : كظمت غيظي . فقالت : " والعافين عن الناس" . فقال لها : عفوت عنك . فقالت الجارية : "والله يحب المحسنين". قال ميمون : اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى . وروي عن الأحنف بن قيس مثله . هذه هي أخلاق المحسنين الذين يخافون الله ويقفون عند حدوده وإذا ذكرهم أحد الناس بالله تذكروا ولم تأخذهم العزة بالإثم . المسارعة إلي الجنة العالية ليس بالمناصب والأموال وإنما بمثل هذه الصفات الراقية والأخلاق العالية ، فهذه هي مؤهلات القبول .
* ما هو الواجب عليً إن رأيت عاصيا ؟؟
· 1- أنصحه سرا لا جهرا : فلا ينبغي السكوت علي باطل ومنكر ، بل يجب تغييره بالحكمة ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ، ومن نصح أخاه سرا فقد نصحه ، ومن نصحه جهرا فقد فضحه ، الدين النصيحة " .
· 2- أستره ولا أفضحه ولا أشمت به ، حتى لا أعين الشيطان ، بل أعينه علي الخروج مما هو فيه بالتوبة ، " من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة " ، ولا تظهر الشماتة بأخيك ، " من ستر علي مؤمن عورة فكأنما استحيا موؤدة من قبرها " .
· 3- أدعو له بظهر الغيب فهذا حق الأخوة والإسلام ، ومن دعا لأخيه بظهر الغيب قال له الملك : آمين ، و لك بمثل .
· 4- لا أعيره مستقبلا بذنب قد تاب منه ، فإذا كان الله قد غفر وعفا وبدل السيئات حسنات فما شأن العبيد يدخلون بين الله وبين عباده ؟ أليس الأمر والشأن كله بيد الله وحده ؟؟
روي أحمد ومسلم وأبو داود عن عمران بن حصين
* الاستغفار هو ممحاة الذنوب ، والاستغفار له صيغ كثيرة أشهرها أن تقول : أستغفر الله ، وأما أفضل صيغة فهي التي علمنا إياها رسول الله
والاستغفار يكون من : الصغائر ، والكبائر ، والتقصير في الطاعات . يقول ربنا سبحانه : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " ، وقال سعيد بن جبير: قال رجل لابن عباس
*** ما هي وسائل المغفرة ومحو الخطايا والذنوب ؟
· التوبة النصوح ، بشروطها الثلاث ، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له
· الاستغفار ولا سيما وقت السحر مع الندم وحل عقدة الإصرار من القلب .
· الطاعات وعمل الصالحات " إن الحسنات يذهبن السيئات " .
· ما يأتي علي المؤمن من صنوف البلايا والشدائد والمصائب والمحن ، فهذه كلها تكفر عنه خطاياه روي مسلم والترمذي عن أبي سعيد الخدري
*** إياك وتسويف التوبة : وروي أن الأعشى لما توجه إلى المدينة ليسلم فلقيه بعض المشركين في الطريق فقالوا له: أين تذهب؟ فأخبرهم بأنه يريد محمدا
-
الجمعة AM 12:07
2011-02-11 - 11520