القائمة الرئيسية
جديد الموقع
مكائد الشيطان بين الأصدقاء (الإغراء بالمعصية - التنفير من الطاعة - الغيرة والحسد - النظر إلى العيوب)
13 الخميس PM 08:282024-09-12
مكائد الشيطان بين الأصدقاء (الإغراء بالمعصية - التنفير من الطاعة - الغيرة والحسد - النظر إلى العيوب)
14 الخميس PM 08:262024-09-12
60- حكم المسكوت عنه في حديث إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ... وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها
12 الخميس PM 08:242024-09-12
والدي توفي قبل جدي وبعد فترة توفي جدي فهل أنا وأخي محسوبين من ضمن الورثة أم لا ؟
11 الخميس PM 08:212024-09-12
ركن الفتاوى
والدي توفي قبل جدي وبعد فترة توفي جدي فهل أنا وأخي محسوبين من ضمن الورثة أم لا ؟
11 الخميس PM 08:212024-09-12
مقالات علمية للشيخ
أوروبا والحجاب
10497 الاثنين PM 06:082011-01-17
" وعباد الرحمن "
13484 الجمعة AM 12:092011-02-11
فضل المشاريع الخيرية والوقف
12666 الاحد PM 11:022011-01-23
موسوعة السيرة والتاريخ
كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي (نسخة مصورة pdf)
74899 الثلاثاء PM 09:142011-01-18
كتاب الرحيق المختوم )نسخة وورد)
25866 السبت AM 10:372011-01-15
كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني (نسخة مصورة pdf) جزء8
8538 الاثنين AM 12:332011-01-17
كتب الشيخ
الذكرى فى علامات الساعة الصغرى والكبرى
8866 الخميس PM 12:412018-05-17
البرهان فى أخلاق حملة القرآن
6356 الخميس PM 12:162018-05-17
مشكاة الدعوة ونصيحة الدعاة
6913 الخميس PM 12:392018-05-17
الدروس الكتابية
بشرى للمعتمرين في رمضان
5217 الاربعاء PM 10:202009-12-23
بشرى للدعاة إلي الله
4042 الاربعاء PM 09:462009-12-23
بشرى لأهل المعروف
7008 الاربعاء PM 10:442009-12-23
الوصية الشرعية
الوصية الشرعية للمرأة
12173 الخميس PM 09:302010-03-18
الوصية الشرعية للرجل
11401 الخميس PM 09:292010-03-18
جديد الاذكار والادعية
أدعية الرقية
5760 الخميس PM 10:462010-11-04
مواطن إجابة الدعاء
9351 الخميس PM 11:122010-11-04
الدعاء عند الأضحية والذبح والنحر
11686 الخميس PM 11:112010-11-04
البحث
بحوث فقهية
بحث آداب القضاء في الإسلام
8393 الجمعة PM 11:262011-02-18
القواعد الفقهية المتعلقة بدفع الضرر ورفع الحرج
8274 الثلاثاء PM 07:452010-03-09
بحث حقيقة الإسلام والإيمان
7372 الخميس PM 12:162011-08-18
مكتية البوربوينت
دورة شرعية في أصول الفقه شرح كتاب الورقات للإمام الجويني بشرح الإمام جلال الدين المحلي .
6701 الاربعاء PM 10:102014-10-29
3- مسائل مهمة من فقه الدعوة
2626 الاثنين AM 12:542021-01-11
شبهات حول العمل في بلاد غير المسلمين
4862 الثلاثاء PM 09:542014-10-14
المتواجدون الان
عرض المادة
جاء الحق وزهق الباطل
جاء الحق وزهق الباطل
( مقال عن أحداث مصر في 25 من يناير )
لفضيلة الشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي
* سنة التغيير :
لله تعالى سنن لا تتبدل ولا تتغير ، فدوام الحال من المحال ، وسنة التغيير من سنن الله الثابتة ، التغيير من الفساد إلى الصلاح ومن الفجور إلى البر ، ومن الغي إلى الرشاد ، ومن موجبات العذاب والغضب إلى موجبات المغفرة والرحمة ، فالأصل في الحياة هو الخير والنماء وعمارة الأرض وليس خرابها والإفساد فيها ، قال ربنا سبحانه : " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " ، ومن سنن الله الثابتة :
1- سنة التدافع : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " .
2- سنة النصر : " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " .
3- سنة التغيير : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .
4- سنة التداول : " وتلك الأيام نداولها بين الناس " .
5- سنة التمكين : " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " .
* إذا استشرى الفساد وتجذر الباطل وعمَّ الظلم وتمادى الطغيان ، فهذه كلها مؤشرات الدمار والهلاك لأي أمة من الأمم ، وهي دليل على ضياع الدين ومحاربة أهله ، وهي علامات على الإفساد في الأرض التي أمر الله بإصلاحها وعمارتها لا بتخريبها وتدميرها .
ومن رحمة الله بعباده وحكمته في خلقه أنه لا يأخذ الظالم من أول مرة ، بل يجعل هناك مهلة من الزمن ، حتى تنقطع حجة الظالم ، وتنهض همم الصالحين وتشتد عزائم الصادقين ، وتلهج ألسنة المظلومين بالدعاء والاستغاثة برب العالمين ، فهنا يأتي النصر والفتح ، فيقصم الله ظهور الطغاة وينصر المظلومين المقهورين ، الذين بلغ بهم اليأس مبلغه حتى قالوا : متى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب .
الدين جاء ليبني نفوسا طاهرة من الغل والحقد والحسد ، جاء ليقيم بين الناس العدل ويرفع عنهم الظلم ، جاء ليطهر الحياة من النفاق والرياء والرشوة والنهب والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل ، جاء ليؤدي الحقوق ويصون الأعراض ويحفظ الحرمات ، فالدين يحفظ حق الولد وحق الوالد ، حق الزوج وحق الزوجة ، حق الكبير وحق الصغير ، حق الحاكم وحق المحكوم ، فإذا ضاع الإسلام من الحياة ضاعت معه كل الحقوق .
حذَّر الله تعالى من الظلم ، فقال عز وجل : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص في الأبصار} [إبراهيم: 24].
وقال تعالى: {فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم} [ الزخرف: 65].
وقال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [ هود: 18].
وقال تعالى : { وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما . ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما } [ طه : 111- 112] . وفي صحيح الجامع عن خزيمة بن ثابت
وأخرج مسلم عن جابر
المؤمن لا تراه بوجهين أبدا ولا بلسانين ، فالصدق طمأنينة والكذب ريبة ، والمؤمن يُطبع علي الخلال كلها إلا الخيانة والكذب . والعدل بين الخصوم يحتاج إلي ورع وتقوى حتى لا يميل القلب بعاطفته مع طرف ضد آخر ، وإذا ضاع حق هنا في هذه الدنيا فلن يضيع يوم القيامة حين تجتمع الخصوم عند الملك الحق ، روي مسلم عن أبي ذر
كم في الحياة من قضايا بين الناس يختفي فيها وجه الحق تحت التزوير والغش وشهادة الزور ، وكم من حقوق ضاعت وتحسر أصحابها علي ما أصابهم من ظلم وقهر وطغيان ، ولو يعلم الظالم ما أعده الله له من عقوبة لردَّ المظالم إلي أهلها من قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار ، " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار . مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء " .
روى مسلم والترمذي عن أبي هريرة
وقد حث النبي
وقال
ويقول النبي
* كيف نفهم ما حدث لمصر ؟
إنها تراكمات السنين من ظلم وقهر وذل وهوان ، تعبأت بها صدور المظلومين حتى ثار البركان ، وتزلزلت الأرض وخرج ما في القلوب من كمد دفين ، فكانت الصورة كالآتي :
1- قوم طغاة عاثوا في الأرض فسادا ، فنهبوا الأموال ، وأهدروا الطاقات ، وأذلوا الناس واستعبدوا عباد الله الذين خلقهم الله من بطون أمهاتهم أحرارا .
2- تمادى الظلم وأصبح له أعوان مصوا الدماء حتى النخاع ، وحاربوا الفضيلة ، ونشروا الرذيلة ، ووقفوا بالمرصاد أمام الشباب الطامح إلى حياة كريمة ، وعزة وشرف تتوق إليها نفوس الشرفاء الذي يتطلعون إلى حياة تليق بالإنسان الذي كرمه الرحمن .
3- أمام هذا الظلم الطاغي الذي تجاوز مداه ، كان هناك شعب طيب وقور صبور ، ظنه الجبابرة شعبا أبله عاجز أشبه بالجسد الميت ، ولم يفهموا أن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
4- جاءت نقطة الحسم وفصل الخطاب عندما :
· بلغ الظلم والطغيان مداه .
· وبلغ الصبر والحلم مداه .
فكان لابد من تحقيق سنة الله في أرضه ، وهي دحض الباطل وقيام الحق ، " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " .
بعد كل ليل لابد أن يأتي الفجر ، ومهما أحكم الظلام ستوره فلابد أن يزول بنور الشمس ، ورحى الدنيا دائرة ، بطون تدفع أجنة يبدؤون مسيرة الحياة ، وقبور تبلع أجسادا تواجه الحساب ، وكم أكل التراب من جبابرة ووارى من طغاة ، ولكن الغلبة دائما للحق وأهله ، والعاقبة للمتقين .
إن الحق لا يخفى نوره علي كل ذي عينين ، ولكن العبد هو المحجوب عنه بكبره وعناده ، فإذا تفتحت منافذ الإدراك فيه وفتح مسامع فؤاده ، يطهر قلبه من دنسه ، ويرى في الدنيا قيما جديدة غير ما تعارف عليه الناس من المال والشهوة والجاه العريض .
أخرج أحمد والبخاري وأبو داود والنسائي عن خباب بن الأرت
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي مالك
* في التاريخ عبرة :
بنو إسرائيل أمة مريضة كثرت أدواؤها وكثر أنبياؤها ، وموسى
" قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى . فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى . قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى . فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى " ، لأن الكفر مطموس البصيرة فهو يرى الحق سحرا ، وظن أن السحر يذهب بسحر مثله ، وغفل عن مقصود الرسالة التي جاء بها موسى
" قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى . فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى . قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى . فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى " .
الحجة الساطعة تشق صفوف الكاذبين الذين يجادلون بالباطل ويقيمون سحرهم علي الزيف والدجل والخداع ، وهذا هو أثر دعوة الحق في القلوب ، فالحق يزعزع الثقة في صدور أهل الباطل وربما ارتدع بعضهم عن غيه ، كما فعل ابن عباس
1- عامة السحر قائم علي تخييل وحيل باطلة يحتال بها السحرة علي الناس ، وهكذا الطغاة في كل زمان يستعملون سحر الكلمة ليخدعوا بها أممهم وينهبوا خيراتهم وثرواتهم ، لهذا قال " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " ، لأنها في الحقيقة عصي وحبال ، وهكذا كلام الطغاة حقيقته كذب وزور وخداع ، لا يصدقون شعوبهم ولا يوفون بعهودهم .
2- لماذا خاف موسى
إن موسى
3- وهنا تأتي نصرة الله فيأمره بإلقاء ما في يمينه فتظهر المعجزة التي بهرت السحرة ، فلم يملكوا أمامها إلا السجود لله رب العالمين ، وذلك أين ؟ في حضرة فرعون وأمام عينيه وعلي مشهد من جميع الناس ، هذا هو استعلاء الإيمان وهذه هي القوة التي يمنحها الله لعباده المؤمنين إذا تعلقوا به وتوكلوا عليه .
" فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى . قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى . قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى . إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى . وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى . جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى " .
يا عباد الله : لمسة واحدة من الإيمان واليقين تفجر طاقات في القلوب لا يعلمها إلا رب القلوب ، تغيرت الأشواق والأماني والرغبات في لحظات ، هذا هو فعل الإيمان عندما تخالط أنواره القلوب .
السؤال هنا : كيف أصبح السحرة دعاة إلي الله ؟ وأين تعلموا وممن تعلموا حقائق الغيب التي أخبروا بها ودعوا إليها ؟ لم يسبق لهم لقاء بموسى
كم من أناس صغرت الدنيا في عيونهم عندما عظَّموا الله بقلوبهم ؟ وكم من أشواق القلوب تبدلت من الرغبة في الدنيا والحرص عليها بأي ثمن إلي التضحية بها رخيصة في سبيل الله ؟
درس سحرة فرعون درس عظيم لاستعلاء الإيمان في القلوب علي أي تهديد أو إغراء ، وفيه تثبيت لقلوب المؤمنين وهم في ميدان المواجهة مع شهوات نفوسهم وباطل دنياهم حتى لا يخافوا من فوات حظوظ عاجلة ويرغبوا في النعم الباقية .
* التضحيات روح الانتصار ووقود الأحرار :
كيف كان مصعب
وروى البيهقي عن أبي هريرة
وكان مصعب
ستذهب الدنيا بحلوها ومرها ، ولن يبقى إلا تقوى الله والعمل الصالح ، فهذا هو خير زاد ليوم المعاد .
* أخرج أبو داود وأحمد أن النبي
* نعم . الدين النصيحة ، وعلي المسلم أن يتعلم ما هو فرض الوقت ، وما الذي يجب عليه عمله ، ومن صفة الناجين من الخسران أنهم أصحاب الإيمان الراسخ والعمل الصالح ، ويتواصون بالحق ويتواصون بالصبر . أنصح نفسي وإياكم وأوصي نفسي وإياكم بأربع أمور هامة هي من أسباب رفع البلاء وكشف الكرب عن الأمة ، وكل من هذه الأربع له سنده من الكتاب والسنة ، فالأمور كلها تجري بالمقادير ، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين .
أوصي نفسي وإياكم بالوصية الأولي وهي :
أولا : التوبة : فلا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرتفع إلا بتوبة ، وهذه الأمة فيها أمانان من العذاب : وجود رسول الله
ستموت وحدك . وتُقبر وحدك . وتُسأل وحدك . وتُبعث وحدك . وتقف بين يدي الله وحدك . وستعبر الصراط وحدك . فما لك وللناس ؟؟!! " بل الإنسان علي نفسه بصيرة " ، " كل نفس بما كسبت رهينة " ، " وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " . جدِّد التوبة ، واصطلح علي مولاك ، واعتذر عما مضي ، وهذا ما نحتاجه جميعا ، فاللهم اجعل هذه الساعة ساعة توبة ، اغفر لنا في هذه الساعة أجمعين ، وهب المسيئين منا للمحسنين ، " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعف عن كثير ".
إذا قال العبد : يارب ، قال الله له : لبيك ، وهو سبحانه أرحم بعبده من الوالدة بولدها ، أخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والدارقطني والبزار والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق
أخرج البيهقي عن عقبة بن عامر الجهني
ثانيا : الألفة : المسلم أخوك وله حرمة أعظم من حرمة الكعبة ، فلا وقت للجدال والخصام والمنازعة ، ما نتفق عليه في ديننا أكثر مما نختلف عليه ، فلنجتهد فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ، وفي ديننا سعة لتعدد الصواب وليس تعدد الحق ، فالحق واحد لا يتعدد وإنما يمكن الوصول إليه باجتهاد صحيح : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا " .
عند بدء الهجرة فعل النبي
· أصلح بين الأوس والخزرج وكانت بينهما حروب وعداوات لسنين عديدة .
· آخي بين المهاجرين والأنصار .
وهذه الألفة سر القوة ، وهذا الالتحام سبب العزة والمنعة والتمكين ، وهناك من يريد أن يضرب ألفة الأمة بإثارة الخلاف والعصبية ، وقد حدث في المدينة حينما مر رجل من اليهود فوجد الأوس والخزرج مجتمعين يتحدثون في محبة وألفة ، فساءه اجتماعهم وتآلفهم ، فأرسل رجلا يجلس بينهم ويذكرهم بيوم بعاث – يوم كان بينهم فيه حرب وقتال شديد – فحميت نفوسهم وغضب بعضهم علي بعض ونادوا بشعارهم وطلبوا سلاحهم وتأججت بينهم العصبية وحمية الجاهلية ، وتواعدوا بالحِرَّة بإحدى ضواحي المدينة للمناجزة والاقتتال ، فبلغ ذلك النبي
* قد يختلف أهل الحق في الرأي ، ولكنهم لا يختلفون في الحق ، لأن الحق واحد لا يتعدد ، وإشاعة الألفة والمحبة فرض واجب ، روي مسلم عن أبي هريرة
ولن تكون هناك ألفة إذا اجتمعت الأمة علي المصالح أو المال أو الدنيا ، وإنما الألفة نعمة وهبة من الرحمن يمن بها علي الأمة إذا اجتمعت علي طاعة ربها مع تجردها من الأغراض والأهواء وإخلاص النية لله ، أخرج الطبراني عن أبي الدرداء
وهذا وصف القرآن للصحابة في الكتب السابقة : " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " .
ولن تراهم رحماء بينهم إلا إذا كانوا ركعا سجدا . وأخرج وأحمد ومسلم وابن حبان عن سعد بن أبي وقاص
ثالثا : الاستقامة : كل وعد في القرآن أو في السنة يقابله شرط ، فإذا قمنا علي الشرط تحقق الوعد :
· " إن تنصروا الله " -----> هذا شرط ،" ينصركم " -----> هذا وعد .
· " ومن يتق الله " -----> شرط ، " يجعل له مخرجا " -----> وعد .
· " احفظ الله " -----> شرط ، " يحفظك " -----> وعد .
قبل أن نبحث عن النصر نسأل : أين هي الاستقامة والطاعة ونصرة دين الله ؟
قبل أن نبحث عن المخرج من البلايا وسعة الأرزاق نسأل : أين هي التقوى ؟
الموعود لا يتخلف ولا ينفك عن مشروطه ، لأن الذي وعد به صادق ، فهل قمنا علي ما أُمرنا به حتى يحقق الله لنا ما وعدنا به ؟؟ ، " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من الأرض " ، ولما وقع البلاء من فرعون وجنوده قال موسي
ما هو الدافع وراء الاستقامة ؟ الدوافع وراء الاستقامة هي :
· إيمان قوى يدفع إلي كل بر وطاعة .
· تقوى تحجز النفس عن كل معصية .
· صبر علي المكاره والشدائد .
أثر الإيمان ينضح علي السلوك ، وتري ثمرته في الأخلاق والمعاشرة . فالزوجة تحب زوجها وتحترمه وتطيعه ولا تخونه ولا تبدد أمواله في السراب ولا تهمل أولادها ، ليس لأنها خادمة كما يصورون ليفتتوا الأسرة ، وإنما لأنها راعية في بيت زوجها . والزوج يفهم معني القوامة ، أنها قوامة النفقة والمسئولية والواجب ، لا قوامة القهر والتسلط ، فلا يخون زوجته ولا يضيعها ولا يضيع أولاده ، لأنه مسئول عن أهله أن يقيهم حر نار وقودها الناس والحجارة ، كم من آباء يقون أهليهم وأولادهم الجوع والفقر والمرض ، أليست النار أهم وأوجب ؟؟ " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " .
الشاب لن يضيع شبابه في الفراغ والضياع ، فهو يُعطي الشباب مرة واحدة ، فيا أيها الشاب الموحد أنت لك عند الله كرامة إذا حفظت شبابك عن الغفلة والهوى ، فلا تنهار ولو رأيت حولك ألوفا من الضائعين ، فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : " شاب نشأ في عبادة الله " .
* لا يأس في قاموس الشريعة :
إنه لا يأس في قاموس هذه الشريعة ، فالله وحده هو الخالق ولا خالق غيره وهو المالك ولا مالك غيره ، والكون كله في قبضته ، وله سبحانه سنن لا تتبدل ولا تتغير ، وهناك يوم تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار يقال : لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار .
روي أحمد والبخاري في الأدب المفرد عن أنس
روي الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي أمية الشعباني قال " أتيت أبا ثعلبة الخشني
العين أمانة . والأذن أمانة . والعقل أمانة . والمال أمانة . واللسان أمانة . والوقت أمانة . فانظر كيف تصنع بهذه الأمانات ؟ هذه الودائع والأمانات من صاحبها ؟ مالكها هو الله ، وقد استخلفنا فيها ، وهي مردودة إلى صاحبها يوم القيامة . عيني . عقلي . لساني . حتى دموعي أمانة . عمر
* خلاصة القول في الأحداث :
إن الظلم إذا بلغ مداه ، ودعوات المظلومين التي لم تذهب سدى ، أكبر دليل وبرهان على أنه مهما أمهل الله للظالم فليس هذا إهمالا ولا نسيانا ، ولكنها حكمة الله ليميز الخبيث من الطيب ، وزوال الظلم اختبار للناس ماذا سيفعلون بعد زوال الغمة ؟ وكيف سيشكرون هذه النعمة ؟ هل سيستقيمون ويطيعون ويقبلون حتى يحفظ الله عليهم النعمة ؟ أم سيتغافلون ويهملون وينسون نعمة الله فيخرجوا من ظلم وقع عليهم لهم فيه أجر إلى ظلم أنفسهم بالمعاصي والذي فيه عليهم إثم وذنب ووزر ؟
الأيام هي التي ستصدق هذا وتخبر عن مكنونات الصدور .
-
الثلاثاء PM 01:03
2011-02-22 - 14230