القائمة الرئيسية
جديد الموقع
كن مع الله ولا تبالي - خطبة الجمعة - الدكتور خالد عبد العليم متولي
21 الجمعة PM 08:192024-09-06
كن مع الله ولا تبالي - خطبة الجمعة - الدكتور خالد عبد العليم متولي
27 الجمعة PM 08:182024-09-06
من يحدد قيمة مهر العروس وليها أم هي ؟ وكيف يستخدم هذا المهر ؟
23 الجمعة PM 08:052024-09-06
ركن الفتاوى
من يحدد قيمة مهر العروس وليها أم هي ؟ وكيف يستخدم هذا المهر ؟
23 الجمعة PM 08:052024-09-06
مقالات علمية للشيخ
أوروبا والحجاب
10497 الاثنين PM 06:082011-01-17
أخلاق الصالحين مع أبنائهم
11961 الاحد PM 07:202011-03-20
خطر الكلمة
24120 الجمعة PM 11:562011-07-29
موسوعة السيرة والتاريخ
كتاب السيرة النبوية الجزء الثاني
8953 السبت AM 10:502011-01-15
كتاب مختصر سيرة ابن هشام
11508 السبت AM 10:252011-01-15
كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني (نسخة مصورة pdf) جزء4
7259 الاثنين AM 12:332011-01-17
كتب الشيخ
الذكرى فى علامات الساعة الصغرى والكبرى
8860 الخميس PM 12:412018-05-17
البرهان فى أخلاق حملة القرآن
6348 الخميس PM 12:162018-05-17
مشكاة الدعوة ونصيحة الدعاة
6905 الخميس PM 12:392018-05-17
الدروس الكتابية
بشرى للمنفقين
4847 الثلاثاء PM 11:582009-12-22
بشرى للصادقين
6101 الاربعاء PM 10:372009-12-23
بشرى للدعاة إلي الله
4041 الاربعاء PM 09:462009-12-23
الوصية الشرعية
الوصية الشرعية للمرأة
12169 الخميس PM 09:302010-03-18
الوصية الشرعية للرجل
11397 الخميس PM 09:292010-03-18
جديد الاذكار والادعية
ما هو الدعاء المستجاب ؟
13940 الخميس PM 10:272010-11-04
دعاء السوق
5481 الخميس PM 10:522010-11-04
الدعاء بعد الأذان
6072 الخميس PM 10:382010-11-04
البحث
بحوث فقهية
بحث آداب القضاء في الإسلام
8387 الجمعة PM 11:262011-02-18
الاجتهاد وشروط المجتهد
7467 الثلاثاء PM 07:052010-03-16
الاستحالة وأقوال الفقهاء فيها وحكم التداوي بالمحرم
8309 الثلاثاء PM 07:482010-03-09
مكتية البوربوينت
3- مسائل مهمة من فقه الدعوة
2622 الاثنين AM 12:542021-01-11
حكم وشروط الزواج من الكتابية .
4918 الثلاثاء PM 10:252014-12-16
توحيد الأسماء والصفات
5653 الاحد PM 11:402014-10-19
المتواجدون الان
عرض المادة
الأمل وحسن الظن بالله .
الأمل وحسن الظن بالله .
لفضيلة الشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي
إن الحمد لله وحده . والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
* حقيقة حسن الظن بالله :
أخرج مسلم عن جابر بن
* من صميم الإيمان أن يظن المؤمن بالله ما هو أهله وما يليق به سبحانه كما تقتضيه أسماؤه وصفاته ، فالله يعامل عباده بحسب ظنهم به ، فمن أحسن الظن بربه وأيقن أنه علي كل شيء قدير ولا يعجزه شيء ، قادر علي إجابة الدعاء وتحقيق الرجاء ، بيده قبول الطاعات ومغفرة الخطايا ، تيقن أنه راحمه و فارج كربه وكاشف همه وغمه ، فهذا هو الصادق حقا ، له من الله الحفاظة والرعاية ، لا يهلك في دروب هذه الحياة ولا يضيع يوم يقوم الناس لرب العالمين .
لو قام أهل الأرض جميعا في آن واحد يدعون ربهم وأعطي كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملك الله الواسع شيئ إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، فكم تكون سعة رحمة الله الواسعة ، اللهم يا من وسعت كل شيء رحمة وعلما لا ترد سائلا دعاك ولا تخيب رجاء من يرجوك ..
* النظر إلي رحمة الله الواسعة يقوي حسن الظن بالله ، فالعفو أحب إليه من العقوبة ، ورحمته سبقت غضبه ، يقول أنس بن مالك
* حسن ظن النبي
1- روي أبو داود عن أبي موسى
وعندما قدم إلي المدينة بعد الهجرة سمع رجلا ينادي : يا سالم فقال : سلمنا إن شاء الله ، وآخر ينادي : يا ناصر ، فقال : نصرنا إن شاء الله ، وثالث ينادي علي غلام له : يا نجيح فقال : نجح أمرنا إن شاء الله . وعندما أو فدت قريش رجلا منها لصلح الحديبية وهو سهيل بن عمرو قال
2- روي الطبراني عن أبي ثعلبة الخشني
ما بشرها بالنعيم ورغد العيش ، ما قال لها : غدا نستريح ونلبس أفخم الثياب ونأكل أشهي الطعام ، بل بشرها بنشر الدين والهداية ودخول الناس في رحمة الله ، هذا هو مقصده وغايته التي يعيش لها ويموت لها ، أليس هو البشير النذير رحمة الله للعالمين
هذا هو يقين نبينا
روي أحمد عن أنس
* حسن ظن الأنبياء :
1- كم من إنسان تحيط به الهموم من كل جانب ولا يري لهمومه فرجا ومخرجا ، فيا من ظن أن لا مخرج له مما هو فيه هل لو رأيت إنسانا سقط في قاع الماء وهو في بطن حوت كبير وأراد أن يصرخ أو يستغيث فهل يسمعه أحد ؟؟ هذا هو يونس
ولما سمع الصحابة هذه الآية قالوا : يا رسول الله أهذا ليونس خاصة ؟ قال
* الأمل وحسن الظن في حياة الصالحين :
إن الإنسان يتعرض في هذه الحياة لمخاطر وشدائد تملأ قلبه بالخوف والهلع ، ومهما كانت مخاوف الناس فهي لا تساوى خوف أم ترى ولدها يتعرض للموت ذبحا ، فهي تنسى نفسها ومن حولها وما حولها إذا أصيب ولدها بسوء ، حتى أن هذه الأمومة قد أودعها الله في عالم الحيوان فضلا عن عالم الإنسان فقد تضحي الأم بحياتها إذا أحست بالخطر يحوم حول صغيرها ليعيش ولدها .
ماذا تفعل أم موسى وقد وضعت وليدها في بيئة تذبح فيها الأطفال أمام الأمهات ، إنها كأم تحاول أن تخفيه عن العيون وتحميه عن الناس ، ولكن الله أوحي إليها أمرا شديدا وهي أن تلقيه في اليم إن خافت عليه ، وهنا السؤال : لو استشارت أم موسى أهل الأرض جميعا فهل هناك من كان يشير عليها بإلقائه في البحر ؟! الذي يريد أن يحفظ شيئا هل يلقيه في الماء أم يحفظه من الماء ؟ " وأوحينا إلي أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " ، هذا وعد الله لها بأن يحفظه ويرده إليها سالما ، فهل أحسنت الظن بربها وأطاعت أمره رغم شدة الأمر عليها أم ترددت وتشككت وأبت ؟؟ ومن بلاغة القرآن أن هذه الآية فيها أمران ونهيان وبشريان : الأمران هما : أن أرضعيه وألقيه في اليم ، والنهيان : لا تخافي ولا تحزني ، والبشريان : إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين .
لما أحسنت ظنها بربها وتوكلت عليه ثقة به سبحانه ، هل ضيَّعها وضيَّع ولدها ؟ بل لقد حمله الماء إلي بيت عدوه الذي يبحث عنه وقتل من أجله الألوف من الأطفال الأبرياء ، وأصبح الشغل الشاغل لبيت فرعون البحث لهذا الرضيع عن مرضعة ، لأنه أبي أن يأخذ ثدي أي امرأة من المرضعات : " وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم علي أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون . فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون " ، ولم يكن هناك بعد طول انتظار إلا أم موسى ، ما إن التقم ثديها حتى رضع منها ففرحوا فرحا شديدا . ترضع ولدها في بيت فرعون آمنة مطمئنة وتأخذ الأجرة من فرعون ، من يقدر علي هذا غير الله ؟ ألا توَّحِد الله وتتوكل عليه وتفوض أمرك إليه ؟؟!! كم قتل فرعون من أطفال أبرياء من أجل موسي ، ويأبي الله إلا أن يربيه في بيته ، وحمله النهر إلي بيته فهل استطاع أن يمس منه شعره ؟ هذا قصص القرآن قصص الحق يمحو الله به كل شك وريبة لتطمئن القلوب بربها وتحسن ظنها بخالقها ورازقها .
* ما هي المنافع التي تعود علي العبد إذا أحسن الظن بربه ؟
أولا : يصحح له توكله علي الله ويستشعر قرب الله منه ومعيته له ، يقول ربنا في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه والبخاري ومسلم عن أبي هريرة
وهذا أعظم المتوكلين علي الله إيمانا وتصديقا ويقينا وهو نبينا المصطفي
ثانيا : يدعوه إلي المسارعة إلي التوبة عند التلبس بذنب أو معصية ، فالله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ، فلا ييأس من ذنبه ولا ييأس من حياته ، بل يحسن الظن بربه الكريم الرحيم والودود ، وانظر إلي لمحة في هذه الآية التي ذكرت عظم فضل الله مقابلة مع غرور الإنسان وانتفاخه الكاذب : " يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " ، لم يقل : ما غرك بربك المنتقم ولا بربك الجبار ولا بربك القهار ، بل قال ما غرك بربك الكريم ، هل غرك طول حلمه وسعة رحمته ؟ ربك كريم هل وجدت منه غير الإحسان ؟ هل جاءك منه غير الفضل والعطاء والجود والكرم ؟ يتودد إلينا بالنعم وهو الغني عنا ، وكم من العباد غارقون في نعمه يتبغضون إليه بالمعاصي وهم أفقر شيء إليه ؟
* وعند ورود الشدائد يظهر ما في القلب من حسن الظن بالله ، فالابتلاء للمؤمن في نفسه وولده وماله سبب ترقية ورفع درجة وزيادة حسنة وعلامة حب ورفع مقام وليس علامة ذل ومهانة ، قال
* حسن الظن بالله عند الاحتضار :
قال الحسن البصري : إنّ قوماً ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا لا حسنة لهم وقالوا نُحسن الظنّ بالله ، وكذبوا لو أحسنوا الظنّ به لأحسنوا العمل . حسن الظن بالله لا يعني التواكل والتواني وضعف الهمة ، إنما هو دافع إلي الطاعات حبا لله ورجاءا في فضله وكرمه وطمعا في نواله وعطائه .
وإذا كان الإنسان يموت علي ما عاش عليه ويبعث علي ما مات عليه ، فأصدق لحظة في عمر الإنسان هي لحظة الاحتضار وهي آتية لا محالة ، فكل عين سترى وجه ملك الموت يوما ، فاللهم أسمعنا البشرى عند موتنا إذا جاءنا الملك بالحق : يأيتها النفس المطمئنة أخرجي إلي روح وريحان ورب غير غضبان.
هذه اللحظة هي آخر عهد الإنسان بالدنيا وأول عهده بالآخرة ، يحتاج إلي أن يغادر هذه الدار علي توبة وإنابة وهو حسن الظن بربه الذي يقبل عليه ليجد الله عند حسن ظنه ، " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " أنه سيرحمه ويغفر له ويكرمه . ويستحب عند الاحتضار تذكير المحتضر بأحسن أعماله وتذكيره بسعة رحمة الله وفضله وكرمه وعفوه ليقبل علي الله وهو حسن الظن بربه .
روى الترمذي والنسائي عن أنس
* روي البخاري ومسلم عن عائشة
الذي يرجو لقاء ربه ويشتاق إليه عليه أن يقدم دليلا وبرهانا علي دعواه ، والدليل هو العلم النافع المتبوع بعمل صالح ، فالذي قدم لنفسه عملا مبرورا وسعيا مشكورا يريد أن يجني ثمرة كده وسعيه ، كان في الدنيا متهجدا صائما كريما سخيا صادقا أمينا مخلصا تقيا ، فهذا هو الذي يحب لقاء الله والله يحب لقاءه ، تراه دائما يسأل عن دينه يريد أن يتعلم يخاف من الخطأ والجهالة يتحري الصدق والصواب في القول والعمل ، وكأنه بلسان الحال يقول : يارب لعلك ترضي . يارب لعلك ترضي .
لما قرأت عائشة
والمؤمن يعتدل في قلبه الخوف والرجاء ، ولكنه حسن الظن بربه ألا يخذله ولا يحرمه وهو أكرم الأكرمين وأجود الأجودين سبحانه .
وهذا أحد الصالحين وجدوه يبكي عند موته فسألوه : ما الذي يبكيك ؟ فقال : أبكي لأن المصلين سيصلون ولن أكون فيهم ، والصائمون سيصومون ولن أكون فيهم ، والذاكرون الله سيذكرون ولن أكون فيهم . اعمل لنفسك اليوم ، فليس هناك أحد سيعمل لنا بعد الموت ، من سيصلي عنك ومن سيطيع عنك ومن سيتصدق عنك ؟ " كل نفس بما كسبت رهينة " .
* أمثلة للأمل ونزع اليأس من القلوب :
* مهمة الرسل في هذه الحياة دعوة الناس إلي الإيمان ، ومن أهم منافع الإيمان وثمراته : الرجاء والتعلق بالله وحده ، وهذا الرجاء هو الذي يزرع الأمل في القلوب وينزع اليأس والقنوط من الصدور والنفوس ، فليس هناك أحد يرزق أحد ، ولا أحد ينفع أحد ، ولا أحد ينصر أحد ، ولا أحد يملك شيئا لأحد ، فكل شيء بيد الله الواحد الأحد الفرد الصمد .
هذا أساس متين وركن مكين تُبني عليه عقيدة المؤمنين ، فلا يجد اليأس إلي حياتهم سبيلا ، ويُشرق الأمل في حياتهم لأن الأرض بمن عليها وما عليها بل خزائن السموات والأرض كلها بيد الله الكريم الذي يحبونه ويعبدونه ويدعونه ولا يسجدون لأحد سواه . والمتأمل في القرآن والبصير بالسُنة والفقيه بالسيرة يري دلائل ذلك كله لا تقف عند حصر للحديث عن اليأس والأمل .
* 1- اليأس من الشفاء : قد يمرض الإنسان ويطول مرضه ، ويحار في شأنه الأطباء ، ولا يكاد يري لشفائه موعدا يتعلق به لينعم بالصحة والعافية ، وعندما تنقطع الأسباب في أمراض حار فيها الطبيب وعجز فيها الدواء فهنا يقول له الدين لا تيأس ، فالطبيب والدواء سبب وهناك المسبب رب الأسباب ، قدرته مطلقة وأمره غالب وما علينا إلا التعلق به سبحانه كما قال إبراهيم
وعزاؤنا في أيوب
إن الطبيب بطبه ودوائه * لا يستطيع دفاع أمر قد أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي * قد كان يبرئ منه فيما قد مضى
مات المداوي والمداوى والذي * جلب الدواء وباعه ومن اشترى
وقال الشاعر :
وكم من مريض نعاه الطبيب * إلى نفسه وتولى كئــيـبا
فمات الطبيب وعاش المريض * فأضحى إلى الناس ينعي الطبيبا
* 2- اليأس من تربية الأولاد : قد يُرزق الإنسان ذرية بنين وبنات ويبذل جهدا لصلاحهم ، ولكنهم شبوا وكبروا علي ما لا يريد ، فهل ييأس من صلاحهم ؟ إن الأب عليه البلاغ والنصيحة والتربية بالحكمة والحسني والكلمة الطيبة ، أما الهداية فهي بيد الله ، فربما رزقهم الله الصلاح والهداية بعد موت أبيهم ولا يري ثمرة كده وتعبه وجهده ، والمهم هو الصبر وعدم اليأس ، فلا يترك المهمة ولا ييأس من صلاح بنيه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليه لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى " .
* 3- اليأس من النصر : كم ضحى الأنبياء وأتباع الأنبياء في هذه الحياة ، فهل يأسوا من نصر الله ؟ أم صبروا وثبتوا وتعلقوا بربهم رغم الأهوال التي جاءت عليهم ؟ : " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين " .
ومصدر الأمل والرجاء للأمم والأقوام كانوا هم الأنبياء الواثقين بنصر الله ، أخرج النسائي عن البراء
نور الفتح يسطع في ظلام الحصار والشدة ، والصحابة خلف الخندق يعضهم الجوع ويؤذيهم البرد الشديد والظلام الدامس حتى قال بعض المنافقين ساخرا من هذه البشريات : إنه يبشرنا بفتح فارس والروم وأحدنا لا يستطيع أن يذهب ليقضي بولته !! قالوا ذلك لأن الله طمس علي قلوبهم فلا يرون نور الأمل يسطع وقد بشَّرت به أنوار النبوة ، وأخبر به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى
* 4- اليأس من الذرية والولد : كم يحن الإنسان إلي الذرية والولد ، فإذا صار طاعنا في السن وامرأته عجوز عقيم ، فماذا يفعل والأسباب كلها تقول من المحال أن يكون له ولد ؟؟ فهل ييأس المؤمن أم يولي وجهه إلي المسبب الذي لا يعجزه شيء ؟؟
هذا زكريا
وأين بشَّرته الملائكة وزفت إليه البشري ؟ هل بشرته وهو غافل لاه ساه علي ناصية طريق يقتل وقته في غفلة وفراغ ؟ أم بشرته وهو يصف قدميه في المحراب قائما بين يدي ربه يناديه ويناجيه ؟؟ " فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين " .
أيها الموحد توضأ وصف قدميك في المحراب وادع ربك واقطع اليأس بالأمل فيستجيب لك ربك الرحيم الودود الكريم لأنك عبده وهو لا يضيع عباده .
ولما تعجب زكريا
* 5- اليأس من الفرج بعد الشدة : كم من الناس يقع في هموم وغموم يتحير فيها ولا يري له مخرجا مما هو فيه ، وهنا يُذكِّره القرآن بحقيقة نتأملها في قوله سبحانه : " إن مع العسر يسرا " ولم يقل : إن بعد العسر يسرا . والمعية تعني القرب والسرعة والملازمة ، ومن هنا جاء في الأثر تعقيبا علي هذه الآية : لن يغلب عسر يسرين .
كم يتعلق الأب بولده الصغير المحبوب دونا عن إخوته الكبار ، فماذا فعل يعقوب
وبعد سنين من الغياب وانقطاع الأخبار قال لأبنائه : " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " . وإخوة يوسف الذين ألقوه في البئر بأيديهم هم الذين مدوا إليه أيديهم يقولون : " يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين " .
ولما ألقي البشير قميص يوسف
* 6- اليأس من التوبة : قد يقع الإنسان في المعصية فهل ييأس من التوبة ؟ قد تعتاد النفس ما سقطت فيه من الوحل ، وهنا يفتح ربنا الباب لعباده حتى لا ييأس أحد من رحمة الله الواسعة ، بل إن الله يغضب ممن يُيئس عباده ويغلق أمامهم أبواب رحمته الواسعة : " ورحمتي وسعت كل شيء " ، " قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " .
روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة
لو أذنبت في اليوم ألف مرة فلا تنقطع عن ربك ومولاك ، بل بادر لتمحو كل سيئة قديمة بحسنة جديدة ، " أتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " .
من أعظم من الله كرما وجودا وهو الغفور الرحيم الودود الكريم ؟؟
-
الاحد PM 07:55
2011-03-20 - 17070