الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

  إذا تتابع خروج الريح أو البول فحالتك هذه تسمى سلس الريح أو سلس البول ، والحكم الشرعي فيها هو الوضوء لكل صلاة مرة واحدة وتصلي بهذا الوضوء الفريضة وما شئت من السنن والنوافل ولكن لا تصلي بهذا الوضوء فريضة أخرى بل تتوضأ لكل صلاة مفروضة ، والأصل أن يكون الوضوء بعد دخول الوقت ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ، إنما ذلك عرق وليس بحيض ، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ، ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت " . رواه البخاري واللفظ له ومسلم .

  ولا يضر بصحة الصلاة خروج ريح حتى ولو كنت داخل الصلاة فأنت معذور ، ولا يضرك كذلك ما تراه في ثيابك من نجاسة لأنك من أصحاب الأعذار ولك رخصة وتيسير بسبب العذر ، وهذا الحكم الشرعي يقطع الوسواس ويريح المسلم من عناء إعادة الوضوء والصلاة أكثر من مرة مما يبغض إليه طاعة الله ، لأن مراد الشيطان أن يكره المؤمن العبادة بسبب العناء والمشقة فوق الطاقة حتى يمل وييئس ويترك العبادة .

  وخروج الريح المستمر وعدم القدرة على التحكم فيه يُسمى عند الفقهاء سلس الريح وحكمه مثل حكم سلس البول وحكمهما حكم الاستحاضة أيضا لأنه من نواقض للوضوء ، والله تعالى يقول : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون } [المائدة: 6]، وقال تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [البقرة: 185] ، ولذلك رُخص لهؤلاء بأن يتوضؤوا لكل صلاة بعد دخول وقتها ، ويصلون على حالهم هذا وإن خرج منهم ريح أو بول أو دم أثناء الصلاة .

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى نسائية رقم : 792 ، فتاوى عامة رقم : 1392 ، 3788 ، 3982 ، 7489 ، 7523 ، 7672 ، 8192 ] .

* تعقيب على السؤال وجوابه :

* التعقيب : المشكله أنا لا أعرف هل هذا خروج ريح أم لا أي حركة أشعر مثل فقاعة هواء أو حركة هل هناك كشف أقوم به عند دكتور أو تحليل ؟

* الجواب : طبعاً يجب الكشف عند الطبيب للبحث عن علاج ودواء ، ولكن شرعاً قد يكون هذا من الشيطان ليفسد عليك العبادة ولا يجب الخروج من الصلاة إلا إذا سمعت صوتاً أو شممت ريحا كما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إنَّ أحدَكم إذا كان في الصَّلاةِ  جاءَ  الشيطانُ ، فأَبَسَّ به كما يُبِسُّ الرجُلُ بدابَّتِه، فإذا سكَنَ له أَضرَطَ بين أَلْيتَيْه لِيَفتِنَه عن صلاتِه، فإذا وجَدَ أحدُكم شيئًا مِن ذلك؛ فلا يَنصَرِفْ حتى يَسمَعَ صوتًا، أو يَجِدَ ريحًا لا يَشُكُّ فيه " .

"فأبسَّ به" : قال السندي : من الإبساس : وهو التلطف بالدابة بأن يقال لها : بس بس ، تسكينًا لها.

"أضرط" : الضراط هو صوت خروج الريح من الدبر وتُسمى الواحدة : ضرطة . 

معنى : أضرط بين إليتيه . أي : أخرج ريحا له صوت بين مقعدته في مؤخرته .

والله تعالى أعلم .