فتاوى عامة رقم : 9487

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله بالنسبة لمسافة القصر إذا واحد تجاوز البنيان بأقل من 83 كم ولكن يقوم بالتحرك مسافة أيضا حوالي 83 كم مثلا نحن في مدينة 6 أكتوبر وتحركنا إلى الهرم أو عين شمس وهي حوالي 50 كم أي لم أتجاوز 83 كم على مذهب الشافعي أتحرك داخل عين شمس بما يعادل 83 كم فهل بذلك أقصر الصلاة أم لابد مسافة القصر تبدأ من البيت ؟ وهل إذا رجعت من عين شمس إلى بيتي أقطع 50 كم فهل الرجعة تُحتسب من 83 كم مسافة القصر أم فقط عندما أذهب والرجوع لا يُحتسب ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 5 / 2 / 2022

رقم الفتوى : 9487

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  السؤال تضمن أمرين :

الأول : هل يُحتسب التنقل داخل البلد من مسافة القصر :

يجوز قصر الصلاة وجمعها في مسافة القصر على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء وهي المسافة التي تزيد على 83 كم أو 85 كم أو 89 كم مع اختلاف بين أهل العلم ، وقد ذكر الفقهاء أنه يباح للمسافر القصر والجمع بعدة شروط  :

1- أن تكون إقامته في البلد الذي سيسافر إليه أقل من أربعة أيام  .

2- أن تكون المسافة بين البلدين مسافة القصر كما سبق بيانها على اختلاف أقوال أهل العلم .

3- أن تبدأ هذه المسافة بعد مغادرة العمران أو البنيان .

  وأما الانتقال في داخل المدينة للعمل أو صلة الرحم أو قضاء المصالح أو غيره مسافة تصل إلى مسافة القصر في السفر فإنها لا تُسمى سفرا ، لأنه مع اتساع البنيان واتصاله يُعد هذا من التنقل داخل البلد لقضاء الحوائج لا الانتقال منها للسفر .

  وجمهور الفقهاء على شرط مغادرة البنيان والعمران لإباحة رخصة القصر والجمع في السفر ، ومما استدل به الجمهور :

1- قوله سبحانه: " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ" الآية...[النساء: 101] .
وجه الدلالة من الآية : أن الله سبحانه علق القصر على الضرب في الأرض ، ولا يُعد ولا يكون ضارباً في الأرض حتى يخرج عن بلده ويفارقه فالمقيم لا يسمى ضارباً .

2- حديث أنس رضي الله عنه " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعاً وبذي الحليفة ركعتين" متفق عليه . فكان صلى الله عليه وسلم يترخص بالقصر إذا خرج من المدينة وارتحل وهذا ظاهر .

3- خرج علي رضي الله عنه فقصر وهو يرى البيوت فلما رجع قيل له هذه الكوفة فقال : " لا حتى ندخلها " ، وفي لفظ : " خرجنا مع علي بن أبي طالب فقصرنا الصلاة ونحن نرى البيوت ثم رجعنا فقصرنا الصلاة ونحن نرى البيوت " أخرجه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم، كتاب تقصير الصلاة باب يقصر إذا خرج من موضعه (85) .

  وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في "المجموع" ( 4 / 228 ) :

[ مذهبنا أنه إذا فارق بنيان البلد قصر , ولا يقصر قبل مفارقتها وإن فارق منزله وبهذا قال مالك وأبو حنيفة وأحمد وجماهير العلماء , وحكى ابن المنذر عن الحارث بن أبي ربيعة أنه أراد سفرا فصلى بهم ركعتين في منزله , وفيهم الأسود بن يزيد وغير واحد من أصحاب ابن مسعود , قال : وروينا معناه عن عطاء وسليمان بن موسى ، قال : وقال مجاهد : لا يقصر المسافر نهارا حتى يدخل الليل , قال ابن المنذر : لا نعلم أحدا وافقه ، وحكى القاضي أبو الطيب وغيره عن مجاهد أنه قال : إن خرج بالنهار لم يقصر حتى يدخل الليل , وإن خرج بالليل لم يقصر حتى يدخل النهار , وعن عطاء أنه قال : إذا جاوز حيطان داره فله القصر , فهذان المذهبان فاسدان , فمذهب مجاهد منابذ للأحاديث الصحيحة في قصر النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة حين خرج من المدينة , ومذهب عطاء وموافقيه منابذ لاسم السفر. ] اهـ.

الثاني : هل تُحتسب مسافة القصر بمجموع الذهاب والرجوع :

  المسافة التي يباح فيها للمسافر قصر الصلاة وجمعها هي ما بلغت ستة عشر فرسخاً وهو ‏ما يعادل 83 كم ، وتبدأ المسافة من المكان الذي يبدأ منه السفر إلى الوجهة التي يقصدها دون احتساب مسافة ‏الرجوع .‏

  جاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (25/29) :

[ ولا تحسب من هذه المسافة مدة الرجوع اتفاقاً. ] اهـ.

  لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى عامة رقم : 205 ، 331 ، 381 ، 836 ، 873 ، 1034 ، 1055 ، 1081 ، 3836 ] .

 والله تعالى أعلم .