فتاوى عامة رقم : 9500

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل.. بفضل الله أمي تُقيم معي وأنا من اصطفاني الله لخدمتها هل لو نظفتها بعد دخولها لقضاء الحاجة هل هذا الأمر ينقض وضوئي ؟ هي اقتربت من التسعين وعندها نسبة كبيرة من الزهايمر وعندما تصلي لا تتذكر شيئ لا عدد الركعات ولا ركوع ولا سجود هل هي في حالة تسقط عنها الصلاة ؟ أفيدونا رحمك الله جزاكم الله كل خير.

البلد : مصر .

التاريخ : 11 / 2 / 2022

رقم الفتوى : 9500

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  سؤالك تضمن مسألتين :

الأولى : هل ينتقض الوضوء بمس عورة الكبير :

   إذا كان الوالدة كبيرة في السن وتعجزعن خدمة نفسها فهي كالمريض الذي يحتاج إلى الرعاية والعناية ، ولا حرج من تنظيفها وتطهيرها بعد البول والغائط مع الحرص على عدم النظر إلى العورات ، وإذا اضطررت إلى مس العورة بقصد التطهير والنظافة فيكون ذلك بخرقة أو قفاز تضعينه على يديك ولا تباشري مس العورة بيدك . 

  والراجح من أقوال الفقهاء هو نقض الوضوء لمن مس فرج غيره بغير حائل صغيرا أو كبيرا حيا أو ميتا ذكرا أو أنثى .

  قال الشيرازي رحمه الله في "المهذب" (1/ 52) :

[ وإن مس فرج غيره من صغير أو كبير أو حي أو ميت انتقض وضوؤه. ] اهـ.

   وقال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/ 118) :

[ فإن مست فرج المرأة لشهوة ، انبنى على مس المرأة الرجل لشهوة ، فإن قلنا ينقض . انتقض وضوءها هاهنا لذلك . وإلا لم ينتقض . وإن مستهما جميعا لغير شهوة ، وقلنا : إن مس فرج المرأة ينقض الوضوء انتقض وضوءها هاهنا ، وإلا فلا.. ] اهـ. بحذف واختصار .

  لمزيد من الفائدة في هذه المسألة يمكن الرجوع إلى هذه الفتاوى بالموقع : [ فتاوى نسائية رقم : 196 ، 655 ، 1416 ، فتاوى عامة رقم : 3625 ] .

الثانية : حكم صلاة كبير السن لا يتذكر عدد الركعات :

  إذا كانت الوالدة بسبب كبر سنها يأتي عندها التخليط فلا تتذكر عدد الركوع ولا السجود فهي بذلك غير مكلفة لذهاب عقلها ولا تُطالب بالصلاة ، لأن العقل هو مناط التكليف ، ولا تكليف على من فقد عقله ، وذلك لما رواه ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق " صححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (1673) .     

 والله تعالى أعلم .