السؤال : السلام عليكم ورحمة الله هل السيدة خديجة أظهرت شعرها لبيان هل سيدنا جبريل ملك أم شيطان ؟ وهل معني ذلك إذا أظهرت المرأة شعرها في بيتها لا تحفها الملائكة ؟ جزاك الله كل خير .

البلد : مصر .

التاريخ : 26 / 4 / 2023   

رقم الفتوى : 2089

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  لم يثبت حديث كشف خديجة رضي الله عنها لشعرها عند قدوم جبريل عليه السلام ، لأنها رواية فيها انقطاع ، وقد ذكرها الذهبي رحمه الله في كتابه "سير أعلام النبلاء" عن إسماعيل بن أبي حكيم : " أنَّه بلَغَه عن خَديجةَ أنَّها قالتْ: يا ابنَ عَمِّ، أتَستطيعُ أنْ تُخبِرَني بصاحِبِكَ إذا جاءك؟ فلمَّا جاءه، قال: يا خَديجةُ، هذا جِبريلُ. فقالتْ: اقعُدْ على فَخِذي. ففَعَلَ، فقالتْ: هل تَراه؟ قال: نعمْ. قالتْ: فتَحوَّلْ إلى الفَخِذِ اليُسرى. ففَعَلَ، قالتْ: هل تَراه؟ قال: نعمْ. فألقَتْ خِمارَها، وحسَرَتْ عن صَدرِها، فقالتْ: هل تَراه؟ قال: لا. قالتْ: أبشِرْ؛ فإنَّه -واللهِ- مَلَكٌ، وليس بشَيطانٍ" ، فإن الراوي إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير لم يدرك خديجة رضي الله عنها، وروايته إنما هي عن التابعين، فالإسناد معضل أو مرسل، وقال عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" إنه مرسل ، وبهذا أعله الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة" وكذلك محققوا كتاب "سير الأعلام والنبلاء" .

  وبناءا على ذلك فإن هذه الرواية لا تثبت .

  وأما كشف المرأة لشعرها داخل بيتها فلا حرج منه ، ولا يمنع ذلك دخول الملائكة إلى البيت ، لأن المرأة مأمورة فقط بالحجاب وستر جسدها إذا خرجت من بيتها أو كانت بين رجال أجانب ، وأما داخل بيتها فهي مستورة ببيتها ولا حرج عليها أن تضع عنها ثيابها .

والله تعالى أعلم .