السؤال : السلام عليكم من فضلك كنت أسأل عن قصة أبى معلق الذي كان في سفر وخرج عليه لص فقال له مالك ودمك فصلى ركعتين ودعا يا ودود فنزل ملك فقتل اللص، دائما أسمعها وعند البحث عنها رأيت فيها أقوال كثيرة حضرتك ممكن تفيدني ؟

البلد : مصر .

التاريخ : 5 / 5 / 2023   

رقم الفتوى : 2090

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  هذه القصة سندها ضعيف لأنها مرسلة حيث مدارها في معظم رواياتها على الحسن البصري وهو لم يسمع من أنس رضي الله عنه فالحديث مرسل ضعيف. وهذا الحديث أخرجه عدد من المحدثين منهم :

ابن أبي الدنيا في كتابه (مجابوا الدعوة 63)

واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (كرامات الأولياء 5/ 166 "111 ") .

وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (104) .

وابن الآثير في أسد الغابة (6/ 295) .

وذكره ابن حجر العسقلاني في الإصابة (12/ 24) .

ونقلها ابن القيم في (الجواب الكافي عن كتاب (مجابوا الدعوة) لابن أبي الدنيا.

كما نقلها السيوطي في (فض الوعاء) عن ابن أبي الدنيا .

  ولكن الدعاء الوارد فيها ليس فيه مخالفة شرعية ولا حرج على من أراد أن يدعو به ، وهذا ما أكده ابن باز رحمه الله لما سُئل عن هذه القصة فقال في فتاوى "نور على الدرب" :

وهذا الدعاء كله طيب، والله -جل وعلا- هو القائل سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] فهو سبحانه يجيب دعوة المضطر إذا شاء سبحانه كما وعد بذلك، فهذا إنسان مضطر على تقدير صحة الحكاية، إنسان مضطر، فأجاب الله دعوته، وهو دعا بدعوات عظيمة: يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، أسألك بعز وجهك الكريم، وبملكك الذي لا يرام، وبنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، ثم قال: يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، فهو دعا، دعوات طيبة، ليس فيها محذور.

فإذا دعا بها الإنسان مضطرًا، أو غير مضطر، فليس فيها شيء، وإذا صلى ودعا فالصلاة قربة عظيمة، الله يقول: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45] وكان النبي ﷺ إذا حزبه أمر؛ فزع إلى الصلاة، فإذا كرب إنسان بظالم، أو بشيء؛ شق عليه، وفزع إلى الله، ودعا، واستغاث به، أو صلى، ودعا كل ذلك طيب، كله مشروع، سواءً دعا بهذا الدعاء، أو بغير هذا الدعاء، بأي دعاء طيب، كأن يقول: اللهم خلصني من كذا، اللهم أنجني من كذا، اللهم فرج كربتي من كذا، اللهم أعطني كذا، اللهم يسر لي كذا.. الدعوات الطيبة كثيرة، وإذا دعا بنفس هذا الدعاء؛ فلا بأس بذلك كله طيب، لكن ليس محفوظًا عن النبي ﷺ إنما هو مما يروى من الأخبار التي لا تعرف صحتها، لكن معناها صحيح. نعم. انتهى

والله تعالى أعلم .