فتاوى المعاملات المالية رقم : 7393

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بخصوص عمل وقف خيري حينما أموت أن أجعل هذا المكان وقف للأيتام فهل الوقف لا يكون إلا من ثلث التركة الذي يمكن للوصي أن يوصي به أم تجوز الوصية بنصف التركة مثلا ؟ وجزاكم الله خيرا

البلد : مصر .

التاريخ : 1 / 1 / 2024

رقم الفتوى : 7393

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  الوقف من الصدقة الجارية وهو جائز في حياة الشخص وبعد مماته ، فإذا كان الوقف سيكون من التركة فلا يجوز أن يزيد على ثلث التركة حتى لا يتضرر الورثة ، فإذا أراد شخص أن يجعل وقفا بعد مماته من تركته فلا حرج ولكن في حدود ثلث التركة ، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : " عادني النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، من وجع أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا قلت: أفأتصدق بشطره؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك " .

 والوقف كما يعرفه الفقهاء هو : حبس الأصل وتسبيل المنفعة . أي أن يكون الشئ الذي يوقفه المسلم مثل بناء أو زرع أو آلة أو جهاز طبي أو نحو ذلك ينتفع به المسلمون مع وجود عينه . والوقف لا يُباع ولا يُوهب ولا يُستبدل بغيره لأنه على نية واقفه ، فيظل هذا الوقف حتى يتلف بنفسه ، ويصبح الوقف صدقة جارية يعود ثوابها على من أوقفه ، ولكن إذا كان الوقف سيكون بعد الموت ففي حدود ثلث التركة ولا يزيد عن ذلك . 

   والله تعالى أعلم .