فتاوى نسائية رقم : 5316

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا متزوجة وعندي ٣ أولاد ما شاء الله وكنت أضع وسيلة منع حمل لكن الوسيلة خرجت من جسمي ولم الاحظ ذلك وترتب علي ذلك حمل بتوأم في الأسبوع الخامس أنا وزوجي نعمل ومستقرين الحمد لله ماديا لكن علينا التزامات مادية كثيرة وأنا لو أكملت الحمل لابد أقعد من الشغل ولو قعدت ممكن نتعثر ماديا ونضطر نسكن في بيت أرخص الصراحة أنا لابد أشتغل حتى نقدر نسدد الذي علينا ونكون مستريحين ولو أقعد في البيت يكونل العبئ المادي كله علي زوجي فهل الإجهاض يجوز لي في هذه الحالة أم حرام ؟

البلد : كندا .

التاريخ : 28 / 11 / 2023

رقم الفتوى : 5316

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  يحرم إجهاض الجنين لغير عذر شرعي مثل الخوف على حياة الأم وتعرضها للخطر ، ويكون ذلك بشهادة ثلاثة أطباء ثقات أن استمرار الحمل يؤثر على حياة الأم وفيه خطورة متحققة عليها  .

  والراجح من أقوال العلماء هو أنه لا يجوز إجهاض الجنين بغير عذر قبل مدة الأربعين يوما الأولى ، وأجاز العلماء إجهاض الجنين في حالة العذر الشديد مثل مرض الأم المفضي إلى موتها بسبب الحمل أو وجود تشوهات يستحيل معها بقاء الجنين حيا ، وما سوى ذلك فلا يجوز إجهاض الجنين بأي حال من الأحوال طالما لا يوجد مبرر شرعي لإسقاطه ، ولا يدخل في ذلك الخشية من المشقة في القيام بتربية الأولاد أو عدم القدرة على تكاليفهم أو تربيتهم أو الاكتفاء بعدد معين من الأولاد ونحو ذلك من المبررات الغير شرعية ، لأن كل مولود يولد برزقه فلا أحد يرزق أحد بل الرزاق هو الله الواحد الأحد ، وهذه هي عقيدة المؤمن ويقينه بالله كما قال الله تعالى : "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا" [الإسراء: ٣١] الإملاق : الفقر وعدم القدرة على النفقة ، وكم من الأسر اتسع رزقها ببركة المولود الجديد ولا يعلم الغيب إلا الله ، ولم يقسم الله تعالى على شئ كما أقسم على ضمان الرزق لكل مخلوق فقال تعالى : "وفي السماء رزقكم وما توعدون . فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون " [الذاريات: ٢٢ - ٢٣] .

 كما إننا لا ندري أي أولادنا أكثر صلاحا وبرا بنا عند الكبر كما إن للوالدين أجر النفقة والتربية ، روى أبو نعيم في الحلية عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ " صححه الألباني في "صحيح الجامع" (٢٠٨٥) .

  جاء في قرار مجلس هيئة كبار العلماء :  

[1- لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جداً .

2- إذا كان الحمل في الطور الأول ، وهي مدة الأربعين يوماً وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر جاز إسقاطه . أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقّة في تربية الأولاد ، أو خوفاً من العجز عن تكاليف معيشتهم وتعليمهم أو من أجل مستقبلهم ، أو اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز. ] انتهى نقلاً من الفتاوى الجامعة (3/1055).

والله تعالى أعلم .