فتاوى المعاملات المالية رقم : 7521

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شخص عليه دين أخذه سلف من أحد وبينهما اتفاق على موعد للسداد وينوي يذبح أضحية سؤاله هل يجوز أن يضحي مع وجود الدين والعمرة والحج هل يجوز له عمل  عمرة وحج وهو عليه دين ؟ جزاكم الله خيرا

البلد : مصر .

التاريخ : 5 / 7 / 2024

رقم الفتوى : 7521

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  سداد الدَيْن إذا حل موعده مقدم على الحج وعلى الأضحية ، لأن الأضحية سنة وفريضة الحج شرطها الاستطاعة ، ومَنْ عليه دَيْن حل موعده فإنه غير مستطيع لا إلى الحج ولا إلى ذبح الأضحية ، وذلك على التفصيل كالنحو التالي خاصة فيما يتعلق بالحج : هناك فرق بين الديون الحالَّة والديون المؤجلة ، فيجب الاستئذان من الدائن صاحب الدَيْن الحالّ قبل الخروج إلى الحج ، فإن أذن وإلا لم يخرج إلى الحج ، أما الديون المؤجلة التي لم يأت موعدها ولدى المدين ما يقضيها فلا حرج عليه من السفر بغير استئذان صاحب الدَيْن المؤجل .

وعلى هذا ، فمن كان عليه دَيْن ويريد السفر فله حالتان :

الأولى : إن كان هذا الدَيْن قد حان أجله والنفقة التي معه لا تكفي لسداد الدَيْن فلا يجوز له حينئذ أن يسافر ويؤخر سداد الدَيْن لأنه قد حان أوان سداده إلا إن استأذن الدائن في السفر وأذن له .

الثانية : إن كان الدَيْن مؤجلا ليس حالا أي لم يحن وقت سداده ولديه ما يكفي من أموال وأملاك لسداد هذا الدَيْن فلا حرج من سفره ، ولا يلزم استئذان صاحب الدين – أي الدائن - .

  لهذا إذا كان المدين ليس مطالبا بأداء الدَيْن في وقت شروعه في السفر ولديه ما يكفي لسداد هذا الدَيْن في موعده فلا حرج عليه من السفر لأنه يملك ما يسد به دينه ولا يطالبه أحد بسداد الدَيْن حيث لم يحن وقت سداده وليس عليه أن يستأذن من صاحب الدين .

  قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في "المجموع" (8 / 316) :

[ قال أصحابنا: من عليه دين حالٌّ وهو موسر يجوز لمستحق الدين منعه من الخروج إلى الحج وحبسه ما لم يؤد الدين، فإن كان أحرم فليس له التحلل ـ كما سبق ـ بل عليه قضاء الدين والمضي في الحج، وإن كان معسرا فلا مطالبة ولا منع، وإن كان مؤجلا فلا منع ولا مطالبة، لكن يستحب أن لا يخرج حتى يوكل من يقضي الدَيْن عند حلوله. ] ا.هـ.

  فإذا كان عليك دَيْن لم يحل وقت سداده فإن لك أن تخرج للحج بغير استئذان أصحاب الدَيْن ، وإن حلَّ وقت سداد الدَيْن فإن السداد مقدم على الحج ، وإن كان الدَيْن مؤجلا وليس لديك ما تقضيه فإن عليك أن تنتظر حتى يحل وقت السداد فإن استطعت قضاء الدَيْن وبقي معك نفقة تخرج للحج ، وإن لم تكف نفقتك فلا تخرج للحج ، لأنه لا يجب عليك الحج إذا كنت غير مستطيع ، فالاستطاعة شرط من شروط وجوب الحج والعمرة .

 والله تعالى أعلم