فتاوى عامة رقم : 11248

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روحت أديت العمرة وفرغت منها وذهبت للفندق واليوم التالي الجمعة وحتى أقدر أدخل أصلي عند الكعبه اضطريت ألبس لبس الإحرام مرة أخرى فهل هذا فيه حرمة أو دم لأني مكاتب الإرشاد كثيرة وكلها مجانية ؟

البلد : مصر .  

التاريخ : 16 / 9 / 2024 

رقم الفتوى : 11248   

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

  لا حرج من حرص المسلم على الطاعة ومنها الطواف حول الكعبة ببيت الله الحرام ، طالما أن الله يسر له الوصول إلى مكة المكرمة .

  والإجابة على هذا السؤال من شقين :

الشق الأول : يتعلق بالحكم الشرعي للطواف ، فيجب التنبيه إلى أن ارتداء ملابس الإحرام لا يعني الإحرام أو من ارتداه أصبح محرما ، لأن الإحرام هو عقد النية في القلب على النسك من الميقات سواء كان حجا أو عمرة ، حتى إن المسلم لو أحرم من الميقات وهو يرتدي ملابسه العادية المخيطة ونوى الإحرام وعقد النية في القلب فإن إحرامه صحيح وعليه فدية محظورات الإحرام لارتدائه الملابس المخيطة ، والعكس صحيح لو أن مسلما ارتدى ملابس الإحرام وعند الميقات لم يعقد النية في القلب على النسك فإنه غير محرم حتى ولو كان يرتدي ملابس الإحرام ، وبالتالي فإن لبس ملابس الإحرام لا يعني الإحرام ، وإنما هو مثل أي ملابس عادية يرتديها الرجال ، بل في بعض البلاد العربية مثل أهل اليمن هذا هو لباسهم المعتاد حيث يرتدون الإزار على الجزء السفلي من الجسم والرداء على الجزء العلوي ، لهذا من لبس ملابس الإحرام وطاف بالبيت ولم يكن محرما بحج أو عمرة فإن طوافه صحيح إذا استكمل شروط الطواف .

الشق الثاني : إذا كان القائمون على تنظيم شؤون الحرم في دخول الطائفين إلى صحن الكعبة وضعوا تعليمات وضوابط وشروط معينة لإتاحة الفرصة لكل الضيوف الذي يأتون إلى مكة من جميع دول العالم حتى يتمكنوا من أداء العمرة فإنني أرى أنه يجب الاتزام بهذه التعليمات والضوابط حتى لا نحرم مسلما جاء إلى مكة يريد أن يقوم بأداء العمرة ، وطالما أن زائر مكة قد اعتمر فهذا يكفيه ، وإذا تم السماح بعد ذلك في أي أوقات أخرى بالطواف فلا حرج عليه أن يطوف ، لأن صحن الكعبة مساحته محدودة وعدد الزائرين إلى بيت الله كبير جدا لا يسعهم هذا المكان المحدود ، وإذا سمحوا بالطواف حول الكعبة في غير الصحن مثل الدور الثاني أو السطح فلا حرج ولهم الأجر إن شاء الله .

خلاصة القول : من جهة الحكم الشرعي لمن يريد الطواف بملابس الإحرام ولكنه ليس بمحرم فطوافه صحيح ، ولكن فيه خداع للقائمين على تنظيم دخول الطائفين وإتاحة الفرصة للجميع ، لهذا لا أرى ولا أنصح بالدخول إلا بالترتيب الصحيح وفق التعليمات المسموح والمأذون بها فقط حتى لا نتعدى على حقوق الآخرين ممن يريدون العمرة ، فنعطيهم الفرصة طالما أن المسلم قد اعتمر ووفقه الله لأداء النسك فيمكنه الطواف في الأوقات الأخرى المسموح والمأذون بها ، أو الطواف في الدور الثاني أو الثالث أو السطح .

والله تعالى أعلم .