جديد الموقع
رجل عنده أولاد ومن بين هؤلاء الأولاد ولد معاق وأراد أن يشتري شقة ويكتبها باسم الولد المعاق احتياطاً لضمان السكن له إن قدرالله له الحياة بعد والديه وهذا برضى جميع الأسرة فما قول الشرع ؟ => فتاوى المعاملات المالية لي قريبة تعمل هي وزوجها في بنك ربوي وفي بعض المناسبات تأتي للزيارة ومعها هدايا من حلوى وما شابه ذلك وأحيانا تعطيني نقود فما حكم الشرع ؟ => فتاوى المعاملات المالية في ظل الصعاب التي تواجه الشباب في الزواج والمعيشة هل يجوز شراء شقة عن طريق التمويل العقاري أو شراء سيارة بما يسمى في البنوك قرض سيارة وهل تقسيط الأشياء حرام ؟ => فتاوى المعاملات المالية صديق يريد إعطائي مبلغ لتأسيس شركة ولا يريد أن يكون شريك إنما يريد أن يشارك في أرباح الشركة ورد مبلغ التأسيس على مراحل هل يعتبر ذلك مرابحة ؟ => فتاوى المعاملات المالية أعمل مدير فندق أمام الحرم المكي أحيانا يسافر بعض النزلاء وينسوا حقائبهم ويتعذر إرسالها لهم لعدم ترك بياناتهم عليها نضطر لإبقائها عام وبعدها يتم توزيع ما بداخلها هل حرام وتعتبر لقطة ؟ => فتاوى المعاملات المالية دفعت لزوجي أقساط شقة كتبها بإسمه وكلما أطالبه بما دفعته يقول ليس معي والآن معه وينكر وأخبرني أن إقامتي فيه محدد بزواج الأولاد وبعدها عليَّ تركه فطالبته بما دفعته قال هو ثمن لإقامتي في المنزل ؟ => فتاوى المعاملات المالية هل يجوز أشتري سيارة تبيعها إحدى شركات التمويل استكمال أقساط يعني شخص اشترى سيارة لا يقدر على استكمال القسط فأدخل مكانه والشركة تعيد جدولة القسط وأدفعه مباشرة للشركة على أقساط ؟ => فتاوى المعاملات المالية 26- شرح حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه - والفرق بين الغبطة والحسد => شرح جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي هل يجوز الجمع بين نية صيام ست من شوال مع نية قضاء أيام من رمضان ؟ الدكتور خالد عبد العليم متولي => اخبار الشيخ هل يجوز الجمع بين نية صيام ست من شوال مع نية قضاء أيام من رمضان ؟ الدكتور خالد عبد العليم متولي => منوعة

مقالات علمية للشيخ

كتب الشيخ

الدروس الكتابية

بشرى للمنفقين

4664 الثلاثاء PM 11:58
2009-12-22

بشرى للمتهجدين

5005 الاربعاء PM 10:24
2009-12-23

بشرى للمعتمرين في رمضان

5044 الاربعاء PM 10:20
2009-12-23

المزيد

الوصية الشرعية

الوصية الشرعية للمرأة

11772 الخميس PM 09:30
2010-03-18

الوصية الشرعية للرجل

11054 الخميس PM 09:29
2010-03-18

جديد الاذكار والادعية

دعاء التهجد بالليل

15907 الخميس PM 10:41
2010-11-04

دعاء يوم عرفة

4353 الخميس PM 10:59
2010-11-04

فضل وآداب الدعاء

7832 الخميس PM 10:29
2010-11-04

المزيد

البحث

البحث

مكتية البوربوينت

المتواجدون الان

انت الزائر رقم : 841070
يتصفح الموقع حاليا : 207

عرض المادة

الحلقة الأولى من أكاذيب القصاص

 ملخص الحلقة الأولى من أكاذيب القصاص

للشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي

في برنامج " من يكتب التاريخ " بتلفاز الشارقة

 

* نصوص الشريعة تخاطب فينا القلب والعقل معا ، فلا تخاطب جانبا وتهمل الآخر ، والقصاص دائما يخاطبون عواطف القلوب ويستدرون الدموع من العيون بقصص من نسج الخيال ، وهذا ما يجعل كثيرا من العوام ومن لا حظ له من فقه وعلم يلتفون حولهم خاصة قطاعا كبيرا من فئتي الشباب والنساء ، وهنا مكمن الخطر والداء من جناية سحر الكلمة على المصداقية والحقيقة ، وكأن النصوص الصحيحة ليس فيها ما يؤثر في القلوب ويزكي النفوس فيزهد الناس فيها ويلهثون خلف كل طريف وجديد وعجيب وفريد لم يسمعوه من قبل .

 

*  القصص نوعان: الأول: محمود مشروع.    الثاني: مذموم مكروه.

فإن كانت القصة صحيحة، وذات عبرة وعظة، ومنضبطة بضوابط الشرع كان القصص محموداً مشروعاً، وإلا كان القصص مذموماً مكروهاً .

وحذر أبو إدريس الخولاني من رجل يقصّ ليس بفقيه. يقول ابن الجوزي : ((وإنما أنكروا الميل إلى القصص عن القرآن والفقه، أو أن يقص من لا يعلم)) وأما حديث (إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا)([1])، فمعناه: أنهم لما أخلدوا إلى القصص وعولوا عليها وتركوا العمل كان ذلك سبب هلاكهم.

قال ابن الجوزي : ((وإنما وقع الذم لهؤلاء لأنهم تركوا كتاب الله واشتغلوا بالقصص عنه)).

وقال الشيخ الألباني : ((ومن الممكن أن يقال: إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم " .

* حكم القصص في الدعوة إلى الله:

القول الأول: جواز القصص مطلقاً: وهو قول أنس بن مالك، والحسن البصري، وابن سيرين، وقال الحسن البصري: ((القصص بدعة ونعمت البدعة، كم من دعاء مستجاب وأخ مستفاد " .

القول الثاني: الجواز بشروط: وأصحاب هذا القول على أنواع، فمنهم من أجازه في أيام معينة، ومنهم من أجازه بعد إذن الإمام، ومنهم من أجازه شريطة العلم والصدق والموعظة الحسنة .

1- أما جواز القصص في أيام معينة: فهو قول عائشة رضي الله عنها والأوزاعي فعن عطاء قال: ((دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقالت: من هذا ؟ فقال: أنا عبيد بن عمير، قالت: قاصّ أهل مكة ؟ قلت: نعم، قالت: خفف فإن الذكر ثقيل)

2- وأما جواز القصص بعد إذن الإمام: فهو قول الحافظ العراقي : [بعد أن ساق الأثر الذي فيه استئذان تميم الداري من عمر بن الخطاب –رض الله عنهما– بأن يقُصّ]: ((وهذا يدل على أنه ليس لآحاد الرعية أن يقصّ إلا بإذن من ولي أمور المسلمين .

3- وأما جواز القصص بشرط العلم والصدق والموعظة الحسنة: فهو قول علي بن أبي طالب وأحمد بن حنبل .

وجاء أن عليًّا مرّ على قاصّ فقال له: ((هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال: لا، قال: هل تعرف المحكم من المتشابه ؟ قال: لا، قال: هل تعرف الزجر من الأمر ؟ قال: لا، فأخذ بيده فرفعها وقال: إن هذا يقول: اعرفوني اعرفوني " . ومرّ على قاصّ آخر فسأله: ((علمت الناسخ من المنسوخ ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت)).

القول الثالث: أن القصص بدعة محدثة فحكمه التحريم: وذهب إلى هذا القول: عبدالله بن مسعود، وابن عمر، وصلة بن الحارث، ومالك، والثوري، وأبو عبدالرحمن السلمي، وأبو إدريس الخولاني، وغيرهم.

فعن عمرو بن زرارة قال: ((وقف عليّ عبدالله بن مسعود وأنا أقصّ، فقال: يا عمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو أنك لأهدى من محمد وأصحابه، فقال عمرو بن زرارة: فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد)).

وعن سالم أن ابن عمر كان يخرج من المسجد فيقول: ((ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا)) ، وعن ابن عمر قال: ((لم يقصّ على عهد رسول الله ولا أبي بكر ولا عمر، ولكنه شيء أحدثوه بعد عثمان . ويقول أبو إدريس الخولاني: ((لأن أرى في ناحية المسجد ناراً تأجج أحبّ إلي من أن أرى في ناحيته قاصًّا يقصّ .

أما عن سبب هذا الذم من قبل بعض السلف للقصاص فيتلخص فيما يأتي:

1/ لأن القصص بدعة، ولم تكن على عهد رسول الله .

2/ أن قصص السابقين يندر فيها الصحيح.

3/ أن القصص يشغل عن قراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.

4/ أن في القرآن والسنة من القصص ما يكفي عن غيره مما لا يوثق بصحته.

5/ أن معظم القصاص لا يتحرون الصواب.

6/ أن أقواماً قصّوا فأدخلوا في قصصهم ما يفسد قلوب العوام

* فإن قيل: فما قولك في النصوص الواردة عن السلف الناهية عن القصص؟ وأن القصص بدعة؟، فالجواب: أن النصوص الناهية عن القصص محمولة على القاص الجاهل بعلوم الشريعة .

 

1- قصة علقمة وعقوقه لأمه :

 

أولاً : القصة بهذا السياق وبهذا التفصيل شائعة عند كثير من الناس ، ويتدالونها فيما بينهم عند حديثهم عن " عقوق الوالدين " تارةٍ ، أو عند " حسن الخاتمة " تارة أخرى ، وهي بالسياق المذكور لا أصل لها في دواوين السنة ، وإنما لها ذكر ووجود باختصار .        

ثانيًا : من الكتب التي ذكرت القصة بهذا السياق كتاب " الكبائر " للذهبي في طبعة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ، ولكن بعد التحقيق في النسخة المخطوطة ليس لها وجود فيها ، ومثل هذه الكذبة لا تنطلي على عالم مثل الإمام الذهبي ، ووردت القصة في كتاب " تنبيه الغافلين " للسمرقندي الذي قال عنه الإمام الذهبي في " السير " (16/323) عند ترجمة مؤلفه : " وتروج عليه الأحاديث الموضوعة " ، وقال في " تاريخ الإسلام " في ترجمته ( حوادث 351 – 380 هـ ، ص 583 ) : " وفي كتاب " تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة " ، وقال أبو الفضل الغماري في " الحاوي ": "(3/4)   وكتاب " تنبيه الغافلين " يشتمل على أحاديث ضعيفة وموضوعة ، فلا ينبغي قراءته للعامة ، لا يعرفون صحيحه من موضوعه " .        

ثالثاً : أخرج عبد الله ابن الإمام أحمد في " المسند " (4/382) : " ‏وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ‏، ‏أَخْبَرَنَا ‏‏فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى ‏‏قَالَ :‏ " ‏جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فَقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَاهُنَا غُلَامًا قَدْ ‏ ‏احْتُضِرَ ،‏ ‏يُقَالُ لَهُ : " قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " ؛ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا . فَقَالَ : " أَلَيْسَ كَانَ يَقُولُها فِي حَيَاتِهِ ؟ " ، قَالَ : " بَلَى " ، قَالَ : " فَمَا مَنَعَهُ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ ؟ " ( فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ‏) ، ‏فَلَمْ يُحَدِّثْنَا أَبِي بِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ ‏، ‏ضَرَبَ ‏‏عَلَيْهِمَا مِنْ كِتَابِهِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ‏ ‏فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،‏ ‏أوَ كَانَ‏ عِنْدَهُ مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ " .   

رابعًا : أخرجها البيهقي في " شعب الإيمان " (6/197 – 198 / رقم 7892) ، و " دلائل النبوة " (6/205 – 206) ، والقزويني في " التدوين في تاريخ قزوين " (2/369 – 370) ، وأخرجها العقيلي في " الضعفاء الكبير " (3/461) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/87) ، والخرائطي في " مساوىء الأخلاق ومذمومها " ( رقم 251       ) .   

خامسًا : مدار القصة على أبي الورقاء فائد بن عبد الرحمن العطار ، وقد صرح بذلك البيهقي في " الشعب " (6/198) فقال : " تفرد فائد أبو الورقاء ، وليس بالقوي ، والله أعلم . وفائد هذا متروك الحديث ، وهو متهم فلا يفرح بروايته ، ولا سيما عن ابن أبي أوفى كما في هذه القصة .   

سادسا : ضعف القصة غير واحد من الحفاظ والعلماء ، منهم :        

1 -
الإمام أحمد كما جاء عن ابنه عبد الله في النقطة الثالثة     .             
2 –
العقيلي في " الضعفاء الكبير " (3/461) وقال عقبه : " ولا يتابعه إلا من هو نحوه " .     
3 –
البيهقي في " الشعب " (6/198) فقال : " تفرد فائد أبو الورقاء ، وليس بالقوي ، والله أعلم " .  
4 –
ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/87) فقال : " هذا لا يصح عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وفي طريقه فائد ، قال أحمد بن حنبل : " فائد متروك الحديث " ، وقال يحيى : " ليس بشيء " ، وقال بن حبان : " لا يجوز الاحتجاج به " ، وقال العقيلي : " ولا يتابعه إلا من هو مثله " ، وفي الإسناد داود بن إبراهيم ، قال أبو حاتم الرازي : " كان يكذب " .        
5 –
المنذري في " الترغيب والترهيب " (3/222) وصدرها بقوله : " وروي " بصيغة التمريض        .        
6 –
الذهبي في " ترتيب الموضوعات " ( رقم 874 ) .       
7 –
الهيثمي في " مجمع الزوائد " (8/148) قال بعد عزوها لأحمد والطبراني : " وفيها فائد أبو الورقاء ، وهو متروك   " .  
8 -
ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2/296 – 297 رقم 51) .  
9 –
الشوكاني في " الفوائد المجموعة " (231) وقال : " وفي إسنادها متروك وكذاب ، ولها طرق أخرى " ، وعلق عليه المحقق – وهو الشيخ عبد الرحمن المعلميبقوله : " مدارها على المتروك ، وهو فائد بن عبد الرحمن أبو الورقاء العطار " .       

سابعًا : لم يرد في أي رواية من الروايات – وهي المسندة لهذه القصة ، على الرغم من ضعفها - تسمية الشاب بعلقمة ، ولم يرد أنه كان يفضل زوجته على أمه ، ولم ترد التفصيلات الدارجة على ألسنة العوام في أي مصدر من مصادر السنة المسندة .    

ثامنًا : الخلاصة : هذه القصة لم تثبت ، ولا يوجد لها إسناد صحيح ، فلا تحل روايتها ، ولا إذاعتها في مجلس أو خطبة ، أو تدوينها في كتاب أو سفر أو رسالة ، ومن يفعل ذلك فإنه يعمل على نشر الأحاديث والقصص الواهية ، وفي صحيح السنة وآي الكتاب في بابتها ما يغني .ا.هـ.

2- قصة مكذوبة عن الإمام مالك وجلد القاذفة :  

 

تسمع بعض الناس يقول: أتت امرأة تغسل امرأة ماتت في المدينة ، فلما أتت تغسلها، قالت المُغَسِّلة للميتة: هذه زانية، فالتصقت يدها -عقوبة من الله- بجلد هذه الميتة، فذهبوا يسألون: فوقعوا على الإمام مالك ، فقالوا: قال الإمام مالك ، اجلدوها ثمانين جلدة - حد القاذف - وسوف تطلق يدها، فجلدوها ثمانين جلدة فانفكت يدها.
فهذه قصة مكذوبة ولا توافق الأصول ولا الأحاديث، ونسبتها إلى الإمام مالك خطأ.

 

3- قصة من طلق امرأته إلى حين فسأل أبا بكر وعمر وعثمان :  

 

قال الصحابي لامرأته: أنت طالق إلى حين! ثم لما هدأ وأراد ردها استحى أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلم الصديق رضي الله عنه، فأجاب الصديق: يا رجل موعد ردها يوم القيامة ألم تقرأ قوله سبحانه {فآمنوا فمتعناهم إلى حين} (الصافات 148) والحين يوم القيامة.     
فذهب الرجل إلى ابن الخطاب رضي الله عنه، فأجابه بقوله: المسألة أقرب من ذلك، لأن الله تعالى قال {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً} (الإنسان 1) وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الحين هو المدة التي قضاها آدم وهو منجدل في طينة. قال الرجل: كم ؟ قال ابن الخطاب: أربعون سنة، فقطع الرجل فرحته وذهب إلى ابن عفان رضي الله عنه فأجابه: هون عليك فإن الأمر أهون، لأن الله قال عن الأرض {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} (إبراهيم 25) فالحين هنا سنة زراعية. فرح الرجل وأراد تصديق النبي على حكم عثمان بأن تكون المدة فقط سنة، فذهب إليه مسرعاً والتقى على بابه ابن أبي طالب فقال: استأذن لي لأحدث النبي فقال: وما بالك اليوم منشرحاً؟ فقص عليه الخبر وقال: الحين عند الأول يوم القيامة، وعند الثاني أربعون سنة، وعند الثالث سنة واحدة، فأجابه بسؤال: متى طلقتها؟ قال بالأمس! فقال له ردها اليوم ولا تثريب عليك، فغر الرجل فاه وقال كيف يا ابن عم رسول الله؟ قال: ألم يقل ربنا {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} (الروم 17) فالحين قد يكون يوماً وقد يكون ليلة وأنت قضيت اليوم والليلة، فجرى الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع النبي الأربعة واستمع إلى رأي كلٍ منهم وقال لكل واحد: «صدقت»، والرجل عيناه تدور بينهم في ترقب وخوف، فإذا بالنبي يبتسم له ويقول: «خذ برأي علي فهو أيسر عليك».

* نقد القصة :

1- لم أرَ مَن ذكرها ، ولا حتى في كُتب الفقه ، مع أن بعض الفقهاء يُورِد ما صحّ وما لم يصحّ.  ولعلها مِن وَضْع من يطعنون في الصحابة مِن أجل الإزراء بالخلفاء الثلاثة 2- لم يرد في أي من كتب التراجم وتارخ الخلفاء الأربعة أنهم اجتمعوا في فتوى واحدة خاصة أبي بكر الذي لا يكاد يُذكر له من فتاواه إلا ما يُعد على الأصابع وحتى فهو مُقل من رواية الحديث فضلا عن الفتوى .

3- وهل كان أحد يفتي في مسائل الطلاق ورسول الله بينهم ؟؟؟

4- وعند الفقهاء من قال لامرأته أنت طالق إلى حين فيُرجع إلى نيته عند التلفظ بهذا اليمين ، كما ذكر السرخسي من أئمة الحنفية في كتابه المبسوط ، وعند الشافعية ذكر النووي في منهاج الطالبين أنه لو قال لامرأته أنت طالق إلى حين أو إلى زمان طلقت على الفور .

5- بعد بحثي الطويل لم أجدها إلا في كتاب شرح الأربعين النووية للجرداني وفيه ما فيه من قصص خرافية وموضوعات وأحاديث وقصص لا سند لها .

 

4- قصة مكذوبة عن توبة مالك بن دينار : 

 

قصة توبة مالك بن دينار ، وهي موجودة في خطب الجمعة لبعض الفضلاء، وهي قصة باطلة.      
يقولون: كان مالك بن دينار في شبابه جندياً وكان سكيراً يشرب الخمر كشرب الماء، وكان يترك الصلاة، ثم ماتت ابنته، فرآها في المنام كأن ثعباناً يطارده فالتجأ إلى ابنته -في قصة طويلة- فقام من النوم وهو يبكي، وهرع فزعاً خائفاً وجلاً، فتاب إلى الله، فهذه القصة باطلة وسندها لا يصح لأمرين:   
الأمر الأول: أن مالك بن دينار صالح من صغره. من رواة الحديث. كان واعظا ورعا يأكل من كسبه, ويكتب المصاحف بالأجرة, وله شعر فيه وعظ وعبرة . توفي بالبصرة . معدود في ثقات التابعين ومن أعيان كتبة المصاحف، ولد في أيام ابن عباس وسمع أنس بن مالك فمن بعده، وحدّث عنه وعن الأحنف بن قيس، وسعد بن جبير، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والقاسم بن محمد وغيرهم ، توفي سنة 131 هـ .        
الأمر الثاني: أن مالك بن دينار لم يتزوج، ولم يكن له بنت، فالقصة هذه لا تصح نسبتها إلى مالك بن دينار .       
سئل الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله هذا السؤال    :
أردت السؤال عن صحة قصة مالك بن دينار، سمعت أنه كان ملتزماً منذ الصغر و فى مرات أخرى أقرأ أنه كان عاصياً ثم إلتزم بأموامر الله و أصبع طائعاً كما نعلم عنه، فأى منهما صحيح ، بارك الله فيكم
فأجاب الشيخ: لا أعلم ذلك عنه ، ولا قرأت ذلك في سيرته ، ولا ذُكِر ذلك عنه .       
والذي اشتهر عنه ذلك الفضيل بن عياض رحمه الله .   
قال عنه الذهبي : قال أبو عمار الحسين بن حريث عن الفضل بن موسى قال كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سَمِع تَالِيا يَتلو : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) ، فلما سمعها قال : بلى يا رب قد آن ، فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة ، فقال بعضهم : نَرْحَل ، وقال بعضهم : حتى نُصْبح ، فإن فُضَيلاً على الطريق يقطع علينا   !قال : ففكرت ، وقلتُ : أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني ! وما أرى الله ساقني إليهم إلاَّ لأرتدع ، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام .

 

5 - عمريات :

أ) قصة وأد عمر لابنته في الجاهلية وأكله صنم من عجوة في سفر :

" ولم أجد من روى ذلك عن عمر فيما اطلعت عليه من المصادر ولكني وجدت الأستاذ محمود العقاد أشار اليها في كتابه "عبقرية عمر" فقال : وخلاصتها : أنه رضي الله عنه كان جالسا مع بعض أصحابه إذ ضحك قليلا ثم بكى فسأله من حضر ؟ فقال: كنا في الجاهلية نصنع صنما من العجوة فنعبده ثم نأكله وهذا سبب ضحكي أما بكائي فلأنه كانت لي ابنة فأردت وأدها فأخذتها معي وحفرت لها حفرة فصارت تنفض التراب عن لحيتي فدفنتها حية ......فلو كان عمر رضي الله عنه وأد ابنته المزعومة لوأد ابنته حفصة رضي الله عنهما ولكن كل ذلك محض افتراء وحتى لو كان ثمت سند صحيح لهذه الحادثة ، لا يحكم عليها بالصحة لمجرد صحة السند !!، إذ انه من المقرر في علم الحديث ان الخبر حتى يحكم بصحته ، لا بد ان يخلوا من الشذوذ والعلة .
والحادثة كما هو ظاهر كلها علل ، لا يصدقها الحس فضلا عن الخبر .

  يمكننا تأكيد عدم ثبوت القصة التي تروى حول وأد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته في الجاهلية ، وذلك للأسباب الآتية :

1-عدم ورودها في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ ، ولا يعرف من مصادرها إلا ما يكذبه الرافضة الحاقدون من غير دليل ولا حجة  .

2-
إذا كان وأد البنات منتشراً في بني عدي ، فكيف ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما له في الجاهلية قبل البعثة بخمس سنوات ولم يئدها ؟! لا شك أن ذلك دليل على أن وأد البنات لم يكن من عادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجاهلية . انظر ترجمة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها في " الإصابة " للحافظ ابن حجر (7/582) 

3-
وقد وقفنا على ما يشير إلى عدم وقوع الوأد من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهو ما يرويه النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول: وسئل عن قوله : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) التكوير/8، قال : جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني وأدت ثماني بنات لي في الجاهلية . قال : أعتق عن كل واحدة منها رقبة . قلت : إني صاحب إبل . قال : ( أهد إن شئت عن كل واحدة منهن بدنة ) رواه البزار (1/60)، والطبراني في "المعجم الكبير " (18/337) وقال الهيثمي : " ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة " انتهى. " مجمع الزوائد " (7/283)، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3298)، يشير هذا الحديثوهو من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه – إلى كفارة من وقع منه الوأد في الجاهلية ، ولما لم يذكر عمر بن الخطاب عن نفسه ذلك ، وإنما رواه من فعل قيس بن عاصم ، دل على عدم وقوع الوأد المنسوب إليه رضي الله عنه . فلو كان عمر رضي الله عنه حصل منه ما يُشبه ذلك لذَكَره في ذلك الموقف الذي سُئل فيه عن الوأد .

4-  ثم على فرض صحة ذلك فأمر الجاهلية مغفور ، والإسلام يَجُبُّ ما قبله ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى يغفر الشرك وعبادة الأوثان الذي كان عليه كثير من الصحابة في الجاهلية ، فكيف بأمر وأد البنات ؟    
يقول الدكتور عبد السلام بن محسن آل عيسى     :
"
وأما عمر رضي الله عنه فقد ذكر عنه أنه وأد ابنة له في الجاهلية ، ولم أجد من روى ذلك عن عمر فيما اطلعت عليه من المصادر ، ولكني وجدت الأستاذ عباس محمود العقاد أشار إليها في كتابه " عبقرية عمر " (ص/221) فقال :
وخلاصتها : أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه ، إذ ضحك قليلاً ، ثم بكى ، فسأله مَن حضر ، فقال : كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة ، فنعبده ، ثم نأكله ، وهذا سبب ضحكي ، أما بكائي ، فلأنه كانت لي ابنة ، فأردت وأدها ، فأخذتها معي ، وحفرت لها حفرة ، فصارت تنفض التراب عن لحيتي ، فدفنتها حية .   وقد شكك العقاد في صحة هذه القصة ؛ لأن الوأد لم يكن عادة شائعة بين العرب ، وكذلك لم يشتهر في بني عدي ، ولا أسرة الخطاب التي عاشت منها فاطمة أخت عمر ، وحفصة أكبر بناته ، وهي التي كني أبو حفص باسمها ، وقد ولدت حفصة قبل البعثة بخمس سنوات فلم يئدها ، فلماذا وأد الصغرى المزعومة..! لماذا انقطعت أخبارها فلم يذكرها أحد من إخوانها وأخواتها ، ولا أحد من عمومتها وخالاتها " انتهى. " دراسة نقدية في المرويات في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية " (1/111-112)

وقصة الوأد قصة مختلقة مفبركة للطعن بفاروق الأمة رضي الله عنه ولتأكيد عدم صحة هذا الخبر وبطلانه أكثر من دليل عقلي ونقلي: 

1-
لماذا لم يقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوأد إبنته حفصة رضي الله عنها وهي إبنته الكبري والتي تكنى بها أبا حفص ؟

2-
لم يعرف في بني عدي الذين ينتسب إليهم الفاروق وأد البنات بدليل أن أخته فاطمة بقيت حية حتي تزوجت سعيد بن زيد إبن عم عمر بن الخطاب .   

3-
عدم ورود القصة في كتب السنة والحديث أو كتب الآثار والتاريخ ، ولا يعرف من مصادرها إلا ما يكذبه الرافضة الحاقدون من غير دليل ولا حجة .       

4-
من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر - رضي الله عنه - هي زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون؛ فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر، كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير: قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما: تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون؛ فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة -رضي الله عنهم-، وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين، كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر -رضي الله عنه- قال: ولدت حفصة، وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين، ولهذا فهي أكبر بنات عمر ولم يئدها، فلماذا يئد من هي أصغر منها؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها، ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟ فقد سموا لنا جميعا، وسمي لنا من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام، ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر.

 

5-هناك رواية صحيحة شير إلى عدم وقوع الوأد من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهو ما يرويه النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول: وسئل عن قوله : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) التكوير/8، قال : جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني وأدت ثمان بنات لي في الجاهلية . قال : أعتق عن كل واحدة منهن رقبة . قلت : إني صاحب إبل . قال : ( أهد إن شئت عن كل واحدة منهن بدنة ) رواه البزار (1/60)، والطبراني في "المعجم الكبير " (18/337) وقال الهيثمي : " ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة " انتهى. " مجمع الزوائد " (7/283)، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3298)، يشير هذا الحديث – وهو من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه – إلى كفارة من وقع منه الوأد في الجاهلية ، ولما لم يذكر عمر بن الخطاب عن نفسه ذلك ، وإنما رواه من فعل قيس بن عاصم ، دل على عدم وقوع الوأد المنسوب إليه رضي الله عنه  . 

 

ب ) هذه القصة منتشرة وهي باطلة : [ حدث في عهد عمر بن الخطاب أن جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب وقالوا يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا .

 

[ حدث في عهد عمر بن الخطاب أن جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب وقالوا يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلته ؟ قال الرجل : إني راعى ابل وأعز جمالي أكل شجره من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات فامسكت نفس الحجر وضربته به فمات قال عمر بن الخطاب : إذا سأقيم عليك الحد قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي فقال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك فنظر الرجل في وجوه الناس فقال هذا الرجل فقال عمر بن الخطاب : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل فقال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين فقال عمر بن الخطاب : إنك لا تعرفه وأن هرب أقمت عليك الحد فقال أبو ذر أنا أضمنه يا أمير المؤمنين ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقله على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد فاستغرب عمر بن الخطاب وقال : ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟؟ فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟  فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس فتأثر أولاد القتيل فقالوا لقد عفونا عنه فقال عمر بن الخطاب : لماذا ؟ فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس! ] .

* نقد القصة :

1- وهذه القصة لم أقف عليها في أي كتاب ، فلو أنها حدثت مع صحابي لذكرت في كتب الحديث أو كتب التاريخ والسير أو التراجم ، فهذه القصة ليس لها أصل وهي مكذوبة قطعا مع ما فيها من النكارة الظاهرة .

2- فكيف يقيم عمرُ الحدّ على ابي ذر رضي الله عنهما دون جناية لكن بمجرد الكفالة !! فأين ذهب فقه الصحابة رضي الله عنهم ؟؟!!! وهل يجوز شرعا أن ينوب أحد عن أحد في إقامة الحد ؟؟؟!!       
قبّح الله من وضعها !!! ولم يستح مَن وضعها بقوله [ وكل الناس كانت قلقله على أبي ذر حتى لا يقام عليه الحد ] !!!    
وهذه القصة متداولة في المنتديات فلا يجوز ذكرها الا ببيان كذبها والله أعلم وأحكم .

 

6 - قصة المرأة التي ضحت بضفائرها لقائد الجيش أبو قدامة :

 

   القصة : كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم، فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه ، فقالوا له : يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد ؟ فقال أبو قدامة نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح ، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت : يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء ، وقد قصصته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد ،..... ] .

 

*** نقد القصة :

  فإن القصة قد اشتهرت بين الناس فخطب بها الخطباء ، ودرَّرسها المدرسون ، وتناقلها العامة والخاصة ، سند القصة مظلم انظره في عيون الاخبار و العقد الفريد وهي - عند التأمل - واضحة البطلان ، وفيها أشياء كثيرة منكرة فإلى بيان بعضها :    

أ) القصة بها اضطراب فمرة يقولون كان بمسجد دمشق بالشام يحرض على الجهاد ومرة يقولون كان بالمسجد النبوي فسأله أحدهم عن اعجب مارأى في الغزو والجهاد .

ب) ابن الجوزي ذكر هذه القصة في كتابه صفة الصفوة في باب ذكر المصطفيات من عابدات الرقة وذكر قصة قبلها وعلق قائلا : هذه امرأة حسن قصدها وغلطت في فعلها لأنها جهلت أن ما فعلت منهي عنه فلينظر إلى قصدها . أ.هـ ج4 / 169 ترجمة رقم : 736 ، 737 .    

1. قال “ رجل يقال له أبو قدامة الشامي “ قلنا : ولو كان معروفاً لسمِّي ، فهي إذن عن مجاهيل ، وليس لها إسناد ، ولا زمام ولا خطام .
2. قالفبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة “ قلنا : صوابه “ جالس “ ثم : أين كان جالساً؟؟ وكيف استجاز الكلام مع أجنبية ؟ ومن كان ثالثهما ؟     
3. قال “ وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء 
قلنا : شعر النساء عورة بالاتفاق ، ولا أظن أحداً يخالف في هذا ! فكيف تصف المرأة شيئاً من عورتها لأجنبي ، وفي خلوة – كما هو ظاهر - ؟؟؟    
4. قال “ فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله       
قلنا : وهل هذا الفعل جائز في الشرع – أعني قص الشعر لهذا السبب - ؟؟ وماذا في إصابة الغبار شعرها ؟ وهل غاب مثل هذا الفعل عن أمهات المؤمنين والتابعيات ، حتى تتفطن له هذه المجهولة الجهولة ؟؟       
5. قال “ وأنا أسألك بحرمة الإسلام ، لا تحرمني ما طلبت من الثواب
قلنا : هل السؤال بحرمة الإسلام جائز ؟    
6. قالقال : لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي             
قلنا : هل هذه نية المجاهدين ؟ وهل الذي يقاتل حمية أو عصبية عدَّه النبي صلى الله عليه وسلم من المجاهدين في سبيل الله ؟؟؟؟    
7. قال “ لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم     
قلنا : وما علاقة حفظ القرآن بالغزو في سبيل الله ؟ أليس قوله أنه على علم بالفروسية والرمي بالقوس كافٍ ؟ وهل كان يرد النبي صلى الله عليه وسلم الصغار لجهلهم بالسنة وقلة حفظهم ؟ وأليس كان يقبل الصغار الذين يحسنون المصارعة دون السؤال عن حفظهم ؟ هل هذا جهاد أم “ ناشىء في رحاب القرآن ؟            ! “ .
8. قالقد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه
قلنا : ومن أين جاءت بالسبعين من جيرانه ؟ وكيف استجاز ناقل القصة مثل هذا الافتراء والهراء ؟ ورواية الترمذي وابن ماجه " من أقاربه " ورواية أبي داود " أهل بيته " ! وإنما هي سبعين واحدة !
9. قال “ إن كنت تبكي لصغر سني فإن الله يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه
قلنا : لا يعذب الصغير إلا إن بلغ الحلم ! وهذا الولد عمره 15 كما في الخرافة ! فكم عمر الصغير الذي يعذب على زعمه إن عصى الله ؟
10. قال “ فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت : مهلا ، لا تعجل ، فإنك بعيد من الخنا        
قلنا : سبحان الله ، يكذبون ولا يحسنون الكذب ، فهل الذي يواقع أجنبية في المنام يعد من أهل الخنا ؟ وهل حكم المنامات هو مثل حكم الحقيقة في الزنى أو الكفر أو المعاصي أو الطاعات ؟    
11. قال “ وقلت : يا بني لا تنس عمك أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة
قلنا : هل هو حراج ؟ وهل هو من أقربائه ؟ أو من جيرانه – كما زعمت الأم !! - ؟
12. قال “ وقل لها أن الله قد قبل الهدية التي أهديتها           
قلنا : وهذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، فكيف عرف هذا الولد أن الله قبله عنده ؟ وكيف رضي كاتب القصة بمثل هذه الخرافات التي فيها الكذب على الله ؟ وكبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله قبول ركعتين منه – كابن مسعود وابن عمر – وهذا الولد يجزم بقبوله عند الله ! إن هذا لمن العجب !
13. قالفكفناه في ثيابه ووريناه رضي الله عنه وعنا به    
قلنا : وهل تجوز لفظة “ وعنا به “ ؟ فهي في ظاهرها منكرة ، فإذا رضي الله عن فلان فهل يرضى عن غيره برضاه عن الأول ؟ وواضح منها أنها استشفاع بالمخلوق على الخالق ، وهي منكرة    .                 
14. قال “ فصرختْ ووقعتْ على وجهها مغشياً عليها ، فحركتها بعد ساعة ، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك            
قلنا : هكذا بكل سهولة ! وهل هذه التربية التي تربت عليها البنت من أمها – صاحبة الشعر الطويل – وأخيها – الحافظ لكتاب الله العارف ! بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هذا إلا كما يعرف عن المتصوفة بخرافاتهم من موت عند سماع آية أو صعقة عند رؤية ولي ؟؟

 



([1]) رواه الطبراني في الكبير (4/80) قال الهيثمي في المجمع (1/189): ((ورجاله موثوقون)).

  • الثلاثاء PM 01:52
    2010-02-09
  • 18936
Powered by: GateGold