القائمة الرئيسية
جديد الموقع
مكائد الشيطان بين الأصدقاء (الإغراء بالمعصية - التنفير من الطاعة - الغيرة والحسد - النظر إلى العيوب)
12 الخميس PM 08:282024-09-12
مكائد الشيطان بين الأصدقاء (الإغراء بالمعصية - التنفير من الطاعة - الغيرة والحسد - النظر إلى العيوب)
13 الخميس PM 08:262024-09-12
60- حكم المسكوت عنه في حديث إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ... وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها
11 الخميس PM 08:242024-09-12
والدي توفي قبل جدي وبعد فترة توفي جدي فهل أنا وأخي محسوبين من ضمن الورثة أم لا ؟
11 الخميس PM 08:212024-09-12
ركن الفتاوى
والدي توفي قبل جدي وبعد فترة توفي جدي فهل أنا وأخي محسوبين من ضمن الورثة أم لا ؟
11 الخميس PM 08:212024-09-12
مقالات علمية للشيخ
" الحياة الطلابية "
10136 الاحد PM 10:582011-01-23
حقوق العلم على المسلم
14223 الاربعاء AM 09:022013-02-27
فضل المشاريع الخيرية والوقف
12666 الاحد PM 11:022011-01-23
موسوعة السيرة والتاريخ
كتاب السيرة النبوية الجزء الأول
8270 السبت AM 10:482011-01-15
كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي (نسخة مصورة pdf)
74899 الثلاثاء PM 09:142011-01-18
كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني (نسخة مصورة pdf) جزء10
8726 الاثنين AM 12:332011-01-17
كتب الشيخ
الذكرى فى علامات الساعة الصغرى والكبرى
8866 الخميس PM 12:412018-05-17
مشكاة الدعوة ونصيحة الدعاة
6913 الخميس PM 12:392018-05-17
البرهان فى أخلاق حملة القرآن
6354 الخميس PM 12:162018-05-17
الدروس الكتابية
بشرى للمحسنين
5929 الاربعاء PM 10:052009-12-23
بشرى للعلماء
4193 الاربعاء PM 09:412009-12-23
بشرى للشاكرين نعمة الله
5110 الاربعاء PM 10:022009-12-23
الوصية الشرعية
الوصية الشرعية للمرأة
12173 الخميس PM 09:302010-03-18
الوصية الشرعية للرجل
11401 الخميس PM 09:292010-03-18
جديد الاذكار والادعية
الدعاء بعد الأذان
6075 الخميس PM 10:382010-11-04
الدعاء عند الأضحية والذبح والنحر
11686 الخميس PM 11:112010-11-04
دعاء كفارة المجلس
10373 الخميس PM 10:562010-11-04
البحث
بحوث فقهية
بحث آداب القضاء في الإسلام
8391 الجمعة PM 11:262011-02-18
الاجتهاد وشروط المجتهد
7471 الثلاثاء PM 07:052010-03-16
القواعد الفقهية المتعلقة بدفع الضرر ورفع الحرج
8274 الثلاثاء PM 07:452010-03-09
مكتية البوربوينت
3- مسائل مهمة من فقه الدعوة
2625 الاثنين AM 12:542021-01-11
دورة شرعية فقهية عن مناسك الحج والعمرة
6380 الاثنين PM 10:532014-10-13
شبهات حول العمل في بلاد غير المسلمين
4862 الثلاثاء PM 09:542014-10-14
المتواجدون الان
عرض المادة
الحلقة الثانية من أكاذيب القصاص
ملخص الحلقة الثانية من أكاذيب القصاص
للشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي
في برنامج " من يكتب التاريخ " بتلفاز الشارقة
* الأصل في القصص أن تكون صحيحة غير مكذوبة ولا موضوعة ، والغاية منها أن تبني ولا تهدم ، تقوم وتصلح ولا تفسد أو تخرب ، واعتماد القصاص يتكئ على عواطف الناس وأكثرهم تأثيرا وإثارة للعواطف وفيضان العيون يكون الكثر شعبية وشهرة ، والمستمع لهؤلاء قد يظل عشر سنوات ثم يجد أن ما سمعه عامته باطل موضوع لا يمس للشريعة بصلة فضلا عن جهله العريض بأحكام الشريعة التي تبني عقلية فقهية واعية بصيرة عاقلة فاهمة لدينها .
* وجاء أن عليًّا مرّ على قاصّ فقال له: ((هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال: لا، قال: هل تعرف المحكم من المتشابه ؟ قال: لا، قال: هل تعرف الزجر من الأمر ؟ قال: لا، فأخذ بيده فرفعها وقال: إن هذا يقول: اعرفوني اعرفوني " . ومرّ على قاصّ آخر فسأله: ((علمت الناسخ من المنسوخ ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت)).
وابن عمر كان يخرج من المسجد فيقول: ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا ، ويقول أبو إدريس الخولاني: لأن أرى في ناحية المسجد ناراً تأجج أحبّ إلي من أن أرى في ناحيته قاصًّا يقصّ . أما عن سبب هذا الذم من قبل بعض السلف للقصاص فيتلخص فيما يأتي:
1/ أن القصص يشغل عن قراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
2/ أن في القرآن والسنة من القصص ما يكفي عن غيره مما لا يوثق بصحته.
3/ أن معظم القصاص لا يتحرون الصواب .
4/ أن أقواماً قصّوا فأدخلوا في قصصهم ما يفسد قلوب العوام ، وفيها من دسائس الخبثاء السم في العسل فيشوهون ويطعنون في صورة الصحابة وسلف الأمة الصالح بما ينسبونه لهم من جهل فاضح بأبسط الحكام الشرعية ، وهل يعقل أن عمر يقبل الكفالة في حد من حدود الله كما في قصة أبي ذر ، وهل يجوز شرعا أن ينوب أحد عن أحد في تحمل الحد عنه ؟ وهل يعقل أن يجهل الخلفاء الراشدون الأربعة أبسط معاني اللغة ومعرفة الحكم الشرعي فيفتون بغير علم صحيح ويتجرأون على الفتوى في قضية طلاق بما يشبه المشهد الهزلي الساخر فيمن قال لامرأته : أنت طالق إلى حين ؟؟!
* فإن قيل: فما قولك في النصوص الواردة عن السلف الناهية عن القصص؟ وأن القصص بدعة؟، فالجواب: أن النصوص الناهية عن القصص محمولة على القاص الجاهل بعلوم الشريعة .
1 - قصة المرأة التي ضحت بضفائرها لقائد الجيش أبو قدامة :
القصة : كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم، فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه ، فقالوا له : يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد ؟ فقال أبو قدامة نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح ، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت : يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء ، وقد قصصته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد ،..... ] .
*** نقد القصة :
فإن القصة قد اشتهرت بين الناس فخطب بها الخطباء ، ودرَّرسها المدرسون ، وتناقلها العامة والخاصة ، سند القصة مظلم انظره في عيون الاخبار و العقد الفريد ورواها ابن الجوزي بغير سند وأومأ إلى ما يفيد بطلانها ، وهي - عند التأمل - واضحة البطلان ، وفيها أشياء كثيرة منكرة فمنها :
1) القصة بها اضطراب فمرة يقولون كان بمسجد دمشق بالشام يحرض على الجهاد ومرة يقولون كان بالمسجد النبوي فسأله أحدهم عن أعجب مارأى في الغزو والجهاد ، والعجب أن أحد المشهورين قال أن المرأة أعطت ضفائرها لسعد بن أبي وقاص ، وآخر للأسف أيضا مشهور قال أعطته لعقبة بن نافع فاتح أفريقية !!!
2) ابن الجوزي ذكر هذه القصة في كتابه صفة الصفوة في باب ذكر المصطفيات من عابدات الرقة وذكر قصة قبلها وعلق قائلا : هذه امرأة حسن قصدها وغلطت في فعلها لأنها جهلت أن ما فعلت منهي عنه فلينظر إلى قصدها . أ.هـ ج4 / 169 ترجمة رقم : 736 ، 737 .
3) رجل يقال له أبو قدامة الشامي : هو رجل مجهول لا يعرف ولو كان معروفاً لسمِّي ، فهي إذن عن مجاهيل ، وليس لها إسناد.
4) شعر النساء عورة بالاتفاق ، فهل يجوز أن تعطي شيئاً من عورتها لأجنبي ؟؟؟
5) في رواية العقد الفريد زيادات : قال “ فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله “
قلنا : وهل هذا الفعل جائز في الشرع – أعني قص الشعر لهذا السبب - ؟؟ وماذا في إصابة الغبار شعرها ؟
6) قال “ وأنا أسألك بحرمة الإسلام ، لا تحرمني ما طلبت من الثواب “
قلنا : هل السؤال بحرمة الإسلام جائز ؟
7) قال “ قال : لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي “
قلنا : هل هذه نية المجاهدين ؟ وهل الذي يقاتل حمية أو عصبية عدَّه النبي صلى الله عليه وسلم من المجاهدين في سبيل الله ؟؟؟؟
2- قصة ثعلبة ومنعه للزكاة :
والقصة هي: أن ثعلبة قالوا: كان فقيراً، فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يرزقني غنماً ومواشي، فدعا له الله، وكان قبل ذلك يسمى حمامة المسجد، من كثرة معاهدته للمسجد، فكثرت غنمه؛ فخرج من المدينة ؛ فأصبح لا يصلي إلا بعض الفروض فكثرت فابتعد، فأصبح لا يصلي إلا الجمعة، فكثرت فابتعد فأصبح يترك الجمعة، فأرسل له الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه الزكاة فرفض -أورد هذه القصة ابن كثير وابن جرير وابن الأثير وهي باطلة- فأرسل له صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة قال: لا صدقة لكم عندي، هذا المال ورثته كابراً عن كابر، فلما مات عليه الصلاة والسلام ندم ثعلبة ، فأتى بزكاته إلى أبي بكر وقال: خذها فقال أبو بكر : والله لا أقبلها وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى إلى عمر فقال: والله لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه القصة كذب للأسباب التالية :
1- فإن إسنادها موضوع .
2- وهي تخالف نصوص القرآن والسنة. يقول الله تعالى : " فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ " ويقول : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " ، ويقول : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " .
من أذنب وتاب؛ تاب الله عليه، المشرك وهو مشرك إذا أذنب وتاب تاب الله عليه، فكيف بمانع الزكاة؟! لهذا فإن هذه قصة باطلة لا يصح أن تروى.
3- قد اشتهر عند كثير من الناس أن هذه الآيات نزلت في شأن ثعلبة بن حاطب الأنصاري؛ بينما ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه صاحبي جليل من أهل بدر، وأهل بدر ليس فيهم منافق، بل هم من المؤمنين الخلص، وما ظهر النفاق إلا بعد أن نصر الله عباده المؤمنين في بدر.
قال الإمام أبو عبد الله القرطبي : وثعلبة بدري أنصاري وممن شهد الله له ورسوله بالإيمان، فما روي عنه غير صحيح .
5- هذه القصة لا تصح أبداً وقد ضعفها الأئمة رغم اشتهارها عند المفسرين، وقال ابن حزم في المحلى :" وقد روينا أثراً لا يصح، وفيه أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب وهذا باطل لأن ثعلبة بدري معروف " انتهى .
وقال المناوي في فيض القدير :" قال البيهقي: في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير "، وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الأحياء : " أخرجه الطبراني بسند ضعيف " وقال محد بن طاهر في تذكرة الموضوعات : " ضعيف "، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة :" ضعيف جداً " .
وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف :وهذا إسناد ضعيف جداً، وضعف القصة أيضاً الذهبي في ميزان الاعتدال، والسيوطي في أسباب النزول وغيرهم.
والراجح في تفسير الآية ما ذكره ابن حجر : أن ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله ) الآية : قال هؤلاء صنف من المنافقين فلما آتاهم ذلك بخلوا فاعقبهم بذلك نفاقاً إلى يوم يلقونه ليس لهم منه توبة ولا مغفرة ولا عفو، كما أصاب إبليس حين منعه التوبة " انتهى .
3- قصة الصحابي الذي نظر إلى امرأة وهرب في الجبال تائبا :
روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار ، عن أبيه ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر : أن فتى من الأنصار يقال له : ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعثه في حاجة ، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ، ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا : ودعه ربه وقلاه ، ثم إن جبريل نزل عليه فقال : يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار ، فأرسل إليه عمر فقال : انطلق أنت وسلمان فائتياني به فلقيهما راع يقال له : دفافة فقال : لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر الحديث بطوله في اتيانهما به ، وقصة مرضه ، وموته من خوفه من ذنبه .وهذه القصة واهية لأسباب كثيرة :
1- العلة الأولى في المتن : وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن نزول قوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " نزلت في مكة في أول الإسلام والوحي والنبي بمكة بلا خلاف بينما هذه القصة كانت بعد الهجرة بالمدينة ، فلا يجتمعان وهذه علة ترد بها القصة ،. أشار إلى ذلك ابن الأثير والسيوطي .
2- العلة الثانية في السند ، قال ابن منده بعد أن رواه مختصرا : تفرد به منصور وفيه ضعف ، وشيخه أضعف منه .
3- وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (موضوع ) المنكدر ليس بشيء ، وسليم تكلموا فيه ، وأبو بكر المفيد ليس بحجة .
4- العلة الثالثة : أنه ليس في الصحابة من اسمه ذفافة أو دفافة .
5- هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وابن عِراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة ، والسيوطي في اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، والشوكاني في الفوائد المجموعة . وقال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع شديد البرودة !
4 - قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة .. فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة .. رفع الشملة وأطل بوجهه .. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته .. ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟
قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: "من ذكرت عنده فلم يصل عليّ " رواه الترمذي و الإمام أحمد .
1- لم أقف علي هذا الحديث بهذا اللفظ ، وليس في شيء مِن كُتُب السنة بهذا السياق . لا مسند أحمد ولا شمائل الترمذي ، بل هذا الحديث أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ، وأخرجه ايضاً الاصبهاني في الدلائل من نفس مخرج ابن عساكر ، وفي سنده مقال . وفي الحديث مقتطفات فقط ثبتت في كتب السنة منها : " البخيل مَن ذُكِرْتُ عنده ثم لم يُصَلّ عليّ " . رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني وقال شعيب الأرنؤوط عن إسناد أحمد : إسناده قوي .
2- والقرآن قد أثبت أن نبينا كله نور وسراج منير ، وفي الصحيح كفاية وغنى إن شاء الله .
3- القصّة لا سند لها يُعرَف بسياقها ومعناها ، وليست في كُتُبِ السُّنّة ، وقد جعلها البعض من أصل الحديث وعزا الجميع إلى مسند أحمد وإلى الترمذي .
وكما ذكرتُ آنفاً لا وجود لكل هذا الخليط في هذين الكتابين . . فلماذا يعزو البعض الأكاذيب إلى كتب أئمّة السنّة وهم بَريئون من روايتها ؟! إنّها حقاً مصيبةٌ كبرى كيف يعزو الكلام إلى غير قائليه وإلى غير راويه ؟!
5- حديث : [ كيف حبك لي ] :
حديث هشام عن أبيه عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله: كيف حبك لي؟ قال: كعقدة الحبل، قال: فكنت أقول له: كيف العقدة؟ فيقول: على حالها.
1- أورده الدارقطني في غرائب مالك - كما في لسان الميزان: 1/571 وقال: هذا باطل ، ومن بين مالك وشيخنا ضعفاء كلهم سوى الشافعي اهـ
2- ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/215) وعزاه للدارقطني في غرائب مالك وقال باطل وفي سنده متروكون. فهو حديث باطل رواته ضعفاء .
6- قصة دخول أبي بكر الغار قبل النبي وسده لشقوق الغار وفتحاته بثيابه ثم وضعه قدمه في الشق الأخير حتى لدغه ثعبان .
قصة منكرة لا تصح أخرجها اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" ، والبيهقي في "دلائل النبوة" ،وابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ، قال : حدثني فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ضبة بن محصن ، عن عمر أنه قال له : والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر ، هل لك بأن أحدثك بليلته ويومه ؟ قال : قلت : نعم يا أمير المؤمنين .
قال : أما ليلته لما خرج رسول الله هارباً من أهل مكة خرج ليلاً فتبعه أبو بكر فجعل يمشي مرة أمامه ، ومرة خلفه ، ومرة عن يمينه ، ومرة عن يساره .
فقال له رسول الله : ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك ؟
قال : يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك ، وأذكر الطلب فأكون خلفك ، ومرة عن يمينك ، ومرة عن يسارك ؛ لا آمن عليك . قال : فمشى رسول الله ليلته على أطراف أصابعه [حتى] حفيت رجلاه ، فلما رآها أبو بكر أنها قد حفيت (( حمله على كاهله وجعل يشتد به حتى أتى به الغار فأنزله )) ، ثم قال : والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك ، فدخل فلم ير شيئا فحمله وأدخله .
وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله فألقمه قدمه ، فجعلت تضربنه أو تلسعنه الحيات والأفاعي وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله يقول : (( يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا )) ، فأنزل الله سكينته إلا طمأنينة لأبي بكر ، فهذه ليلته وأما يومه .... الحديث .
1- قال ابن كثير : وفي هذا السياق غرابة ونكارة .
2- هذا إسناد ضعيف جداً ؛ فيه علتان :
الأولى : فرات بن السائب ؛ قال البخاري : "منكر الحديث" ، وقال ابن معين : "ليس بشيء" ، وقال الدارقطني : "متروك" ، وقال أبو حاتم : "ضعيف الحديث منكر الحديث" ، وقال الساجي : "تركوه" ، وقال النسائي : "متروك الحديث" .
الثانية : عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ؛ لم أجد له ترجمة .
3- وفي رواية أبو نعيم في " الحلية " من طريق أحمد بن محمد بن حبيب المؤدب ، ثنا أبو معاوية ، ثنا هلال بن عبد الرحمن ، ثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو معاذ عن أنس بن مالك ررر قال : (لما كان ليلة الغار قال أبو بكر: يا رسول الله ! دعني فلأدخل قبلك فإن كانت حية أو شيء كانت لي قبلك ، قال : " ادخل " ، فدخل أبو بكر ررر يلتمس بيديه فكلما رأى جحراً جاء بثوبه فشقه ، ثم ألقمه الجحر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع ، قال : فبقي جحر فوضع عقبه عليه ، ثم أدخل رسول الله ، قال : فلما أصبح قال له النبي : " فأين ثوبك يا أبا بكر ؟ " ، فأخبره بالذي صنع ، فرفع النبي يده ، فقال : " اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة ، فأوحى الله تعالى إليه : إن الله قد استجاب لك " . وهذا إسناد موضوع ، لعدة علل :
1-أحمد بن محمد بن حبيب المؤدب ، ليس هناك من ترجمه فهو مجهول .
2-أبو معاوية : واسمه عبد الرحمن بن قيس الضبي ، البصري ، يروي عن هلال بن عبد الرحمن.قال عنه الحافظ : " متروك ، وكذبه أبو زرعة وغيره " .
3- هلال بن عبد الرحمن : له ترجمة في " اللسان " ، وفي " ضعفاء العقيلي " قال : " منكر الحديث " ،
7- قصة استقبال بنات النجار للنبي وغنائهن طلع البدر علينا .
قال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" عن ابن عائشة يقول: لما قدم عليه السلام المدينة جعل الناس والصبيان يقلن :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع .
1- وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ للانقطاع بين ابن عائشة وبين النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فبينهما مفاوز .
2- قال الألباني في " السلسلة الضعيفة" : ذكر غناء بنات الانصار فى الهجره طلع البدر علينا من ثنيات الوداع لا يثبت لأن ثنيات الوداع إنما سميت بذلك فى غزوة تبوك على ما ذكر ابن حجر فى فتح البارى الجزء التاسع أخرج الحازمى من حديث جابر : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك _ وفيه _ فتوادعنا فسميت ثنية الوداع " .
3- ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن النساء والصبيان خرجوا لاستقبال النبي عند عودته من تبوك وذكروا هذين البيتين ثم قال : [ وبعض الرواة يهم في هذا ويقول : إنما كان ذلك عند مقدمه إلى المدينة من مكة ، وهو وهم ظاهر ، لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام ] . أ.هـ
-
الثلاثاء PM 01:58
2010-02-09 - 8460